أُسدل السّتار أوّل أمس "السبت" على فعاليات المهرجان الثّقافي المحليّ للفنون والثقافات الشّعبية، الذي جمع وردة الجزائر "البليدة" بجوهرة الشّرق الجزائريّ "باتنة" في جوِّ ميَّزه الحضور المكثف للعائلات البليديّة التي تابعت فعاليات حفل الاختتام والسّهرة النّهائيّة حتى آخر لحظة منها. اليوم الأخير من الأسبوع الثّقافيّ طبعته كباقي الأيام معارض مختلفة، حكواتي واستعراضات فلكلوريّة شاركت فيها جميع الفرق الباتنيّة، أمّا السّهرة الأخيرة فكانت مميّزة بنُجومها وموسيقاها وحتى جمهورها، حيث أطربت فرقة الأركسترا الفيلارموني الأوراسي بقيادة المايسترو "حنفي بن يمينة" جمهور قاعة "محمد التّوري" بباب الجزائر، ونقله إلى عالم الأحاسيس والموسيقى الهادئة ذات الطّابع العالمي، إذ وفي تجربة فريدة من نوعها تمتزج الأنغام الأوراسيّة بأنغام بتهوفن وموزار لتؤلف لحنًا رائعًا تفاعل معه الحاضرون، وقد رافق هذه الفرقة الفنان الباتني "عمارة حمودي" الذي أدى باقة من الأغاني التّراثيّة وأخرى من إبداعه كمقطوعة"الدّموع السّوداء" العاطفيّة التي تعبّر عن واقعة شخصية له على حدّ قوله، وللإشارة فإنّ فرقة الأركسترا الفيلارموني لولاية باتنة شاركت في العديد من المهرجانات الوطنيّة والعربيّة والدّوليّة وآخر مشاركة لها كانت في مهرجان اختتام مدارس البحر الأبيض المتوسّط للموسيقى والذي احتضنته الجزائر في ديسمبر 2007. كما تخلّلت السّهرة الأخيرة قراءات شعريّة من صميم هذه الازدواجية الثّقافيّة وذلك باللّهجتين العاميّة والشّاويّة، أمّا الجزء الأخير من السّهرة، كان من إمضاء الفنان "ماسينيسا" الذي ألهب جمهور القاعة بأغانيه الرّاقصة والحيويّة، حيث أدّى باقة من أغانيه القديمة والجديدة على غرار "أزول - عين الكرمة - البارود تيرصاصين - دِلوَحْ دِلْوَحْ ...." وبالرّغم من أنّ الجمهور لا يفهم اللّهجة الشّاويّة التي أدى بها الفنان كل أغانيه إلاّ أنّه تفاعل معها وصفق ورقص.