بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى رئيس جنوب إفريقيا السيد كغاليما موتلانت إثر وفاة السيدة مريام ماكيبا صوت الثقافة الافريقية. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة "تلقيت بعميق الأسى وبالغ الحزن نبأ وفاة مريام ماكيبا صوت الثقافة الافريقية الصادح والسيدة التي كانت رمزا للكفاحات الافريقية ومفخرة إفريقيا". وأبرز رئيس الجمهورية بأن "تاريخ مريام ماكيبا كشخص هو خلاصة لتاريخ إفريفيا الطافح بأشكال الظلم والمعاناة ونكران الانسانية. وفي تاريخها كشخص تتجسد هامة إفريقيا الأبية الشامخة المكافحة والصانعة لمصيرها"، مضيفا أن "هناك من الاشخاص في تاريخ البشرية من يتماهى مصيره مع الأمواج المتلاطمة التي تسم كبريات التغيرات التي تعتري التاريخ حين تقرر الشعوب التحكم في مصيرها"، وذكر رئيس الدولة أن الفقيدة "كابدت منذ ولادتها في بريتوريا العنصرية بريتوريا التمييز العنصري والظلم والجور كافة ويلات الاستعمار والابارتايد اللذين كرست حياتها بحزم لمكافحتهما ومقارعتهما إلى جانب شعبها وكافة شعوب افريقيا، فغدت الناطق بإسمها إذ تغنت بكل روعة وألق وأناقة بما يحدوها من الآمال ومن إصرار على عدم الخنوع". وأضاف قائلا "وقد ذاقت شأنها في ذلك شأن كافة النساء والرجال الذين وسموا تاريخ قارتنا بميسمهم آلام المهانة والنكران وعذابات المنفى. ولم تتراجع قدر أنملة ولم تخر عزيمتها أبدا بل بقيت عالية الهامة منيفة شديدة الشكيمة في سياق الحركة التاريخية التي كانت ستؤدي لامحالة إلى تحرير الشعوب". وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أنه في "أعقاب فرانز فانون وإيمي سيزار والعديد ممن أناروا درب كفاحنا أبلت البلاء الحسن بأن منحت إفريقيا صوتا وبأن أفاضت الدفء في الليل البارد الذي كان يلفنا". "إن مريام ماكيبا وقد ولدت من رحم الكفاح من أجل الحرية -- كما أردف رئيس الجمهورية-- قد صالت وجالت في ساحات الشرف والكرامة كلها. لقد كانت جزائرية كذلك وأقتسمت المواطنة مع أولئك الذين شاركتهم واقتسمت معهم الآمال". وذكر الرئيس بوتفليقة بأن الفقيدة "شاركت خلال المهرجان الثقافي الافريقي الأول الذي احتضنته الجزائر العاصمة سنة 1969 بكل حماس وإعتزاز وشغف وإبتهاج في ذلكم العرس الافريقي، في وقت لم تكن فيه إفريقيا قد تحررت بالكامل وحيث مثلت حركات التحرير الوطني العديد من شعوبها". وأضاف في هذا السياق "ذلكم كان حال موطنها الاول جنوب إفريقيا لكنها بعقلها وتعليلها النفس بالامل بإستمرار كانت تدرك بأنه لا راد لمسيرة الشعوب التي عقدت العزم على بناء مصيرها. وعشرون سنة بعد ذلك تم تحرير نلسون مانديلا وزال نظام الابارتايد البغيض. وتأتى لها أخيرا العودة الى موطنها الأصلي بعد ما يربو عن الثلاثين سنة قضتها في المنفى". "وسيبقى المهرجان الثقافي الافريقي الاول الذي أحتضنته الجزائر سنة 1969 --كما أكد رئيس الدولة-- في ذاكرة الجميع كحدث ترددت فيه أناشيد الحرية والأمل جميعها وألحان الكرامة كلها والنداءات الداعية إلى إحترام حقوق الانسان". وفي هذا السياق قال الرئيس بوتفليقة أنه "في الوقت الذي يجري فيه الاعداد للمهرجان الافريقي الثاني بالجزائر ستكون مريام ماكيبا حاضرة أكثر وأثيرة أكثر في قلوب الجزائريين".