أكد الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ أن الصين سترفع راية «السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك» عاليا، مؤكدا الالتزام بأهداف السياسة الدبلوماسية لبلده القائمة على «حماية السلام العالمي ودعم التنمية المشتركة»، بعيدا عن كل محاولات الهيمنة الخارجية، داعيا إلى نبذ «عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة بحزم» وتفضل طريق «الحوار لا المجابهة والشراكة لا الانحياز». وجدد زعيم الحزب الشيوعي الصيني مواقف الصين الخارجية أمس، بمناسبة افتتاح المؤتمر التاسع عشر للحزب الحاكم بقاعة الشعب الكبرى وبحضور 2280 مندوبا من كل أنحاء البلاد، حيث أوضح المحاور الكبرى لهذه السياسة في مرحلة قال إنها تتميز ب«تنمية سريعة وتغييرات متواصلة وتعديلات كبيرة». في السياق، قال إن الصين ستواصل بثبات «انتهاج سياسة خارجية سلمية مستقلة واحترام حقوق شعوب العالم في اختيار طريقها التنموي حسب رغبتها وحماية الإنصاف والعدالة الدولية ومعارضة فرض إرادة أي دولة على غيرها وتدخلها في شؤون غيرها واستغلال القوة لاضطهاد الضعفاء». وبلغة مطمئنة أحيانا ومهددة أحيانا أخرى، أشار السيد جين بينغ إلى أن الصين التي «لن تسعى إلى التنمية الذاتية على حساب مصالح الدول الأخرى»، لن تتخلى أبدا عن «حقوقها ومصالحها الشرعية، ولن تسمح لأي شخص بتخيل محاولة إجبار الصين على ابتلاع ثمرة مرة تضر مصالحها الخاصة»، مذكرا بانتهاج بلاده لسياسة «ذات طابع دفاعي». وشدّد على أن تنمية الصين «لا تشكل أي تهديد لأي دولة أخرى»، وإنها لاتسعى أبدا وراء الهيمنة، و«لن تقوم بالتوسع الخارجي أبدا مهما بلغ مستواها في التنمية». عكس ذلك، قال إنها ستطوّر بنشاط الشراكة العالمية وتوسع ملتقى مصالحها مع مصالح الدول الأخرى وتشكيل إطار يتميز بالاستقرار العام والتنمية المتوازنة للعلاقات بين الدول الكبيرة وتوطيد التعاون والتضامن مع الدول النامية. كما أبرز مواصلة تمسك الصين بسياسة الانفتاح على العالم الخارجي ولاسيما من خلال مبادرة «الحزام والطريق» التي تهدف إلى إنشاء منصة جديدة للتعاون الدولي في مجال التنمية المشتركة، واعدا بأن تزيد الصين في السنوات المقبلة من مساعداتها للدول النامية ودعم التجارة المتعددة الأطراف وتحفيز بناء مناطق التجارة الحرة. وجاءت هذه التوضيحات لزعيم الحزب الشيوعي الصيني خلال تلاوته للتقرير المقدم إلى المؤتمر التاسع عشر والذي حمل عنوان «تحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد». وتضمن التقرير جملة من التوجيهات الخاصة بالوضع الداخلي الصيني من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وضع قال إنه يتميز بتغيرات عميقة ومعقدة على المستويين المحلي والخارجي، وهو ما يعني أن هناك «تحديات خطيرة» تتم مواجهتها. ورغم أن عدد الانجازات الكثيرة التي تمت في السنوات الخمس الأخيرة، أي منذ انعقاد آخر مؤتمر للحزب، ولاسيما ارتفاع الناتج الداخلي الاجمالي من 54 ترليون يوان إلى 80 ترليون يوان، ونسبة إسهام في الاقتصاد العالمي تقدر بأكثر من 30 بالمائة، فإن السيد جين بينغ اعتبر أن «مهام حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل شاقة» وأن نظام الحكم مازال يحتاج إلى تعزيز. ولأنه أرجع الفضل في كل الانجازات التي تمت ل«القيادة القوية للجنة الحزب المركزية» والحزب عموما، واعتبر أن الصين باتت قريبة من تحقيق هدف «النهضة العظيمة للأمة الصينية»، فإن زعيم الحزب دعا الأخير إلى بذل المزيد من الجهد، مشيرا إلى أن «المجتمع يتقدم في حركة تناقضات وطالما يوجد تناقض يوجد نضال». يذكر أن المؤتمر يتواصل إلى غاية 24 من هذا الشهر، وسيسمح للمندوبين بطرح آرائهم واقتراحاتهم ومناقشة أهم المحاور التي تضمنها التقرير، للخروج بتوصيات، إضافة إلى تجديد هياكل الحزب والمصادقة على خطة العمل الخماسية القادمة، التي ترفع راية الاشتراكية الصينية.