يتدعم قطاع الثقافة في ولاية سكيكدة قريبا، بمكتبة رئيسية للمطالعة العمومية، بعد أن وصلت أشغال الإنجاز بها إلى أكثر من 98 بالمائة، حيث لم يبق سوى بعض الأشغال التكميلية البسيطة، إضافة إلى التهيئة الخارجية التي ستتكفل بها كل من بلدية سكيكدة ومديرية البناء والتعمير للولاية، حسب مصدر من مديرية الثقافة للولاية. وباستلام هذا الصرح الثقافي الذي يعد تحفة فنية تستجيب للمقاييس والمعايير الدولية، تمتزج فيها الأصالة بالمعاصرة، تكون سكيكدة قد حققت قفزة نوعية فيما يخص امتلاكها لهياكل ثقافية نوعية تليق بمقامها. للإشارة، فإن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بسكيكدة، والتي تحتلّ موقعا إستراتيجيا بتواجدها على مستوى حي ممرات 20 أوت 55 بوسط مدينة سكيكدة، قد كلّفت الخزانة العمومية 50 مليار سنتيم. وحسب السيد عبد العزيز بوحبيلة مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، فإن المؤسسة التي يشرف عليها أنشئت بموجب المرسوم التنفيذي رقم 14/108 المؤرخ في 12 مارس 2014، ومن مهامها الأساسية أنها تعمل على توفير الكتاب لترقية المطالعة العمومية وتشجيعها، بالتالي فهي مكلّفة بوضع مختلف الأرصدة الوثائقية والخدمات المرتبطة بالمطالعة العمومية، بما فيها جميع الخدمات الملحقة الأخرى تحت تصرف المستعملين. كما تقوم بتخصيص فضاء مطالعة للكبار والأطفال بالخصوص، إلى جانب توفير فضاء للدراسة وتحضير الامتحانات، والعمل على تسهيل تطور الكفاءات القاعدية لاستعمال الإعلام والاتصال والإعلام الآلي، مع السعي في سبيل توفير الوسائل التي تسمح للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالوصول إلى المطالعة العمومية. ناهيك عن الأنشطة الأخرى التي تقوم بها، كتنظيم وتأطير الأنشطة الثقافية المكمّلة للكتاب والمطالعة العمومية، حتى يتسنى لها القيام برسالتها على أحسن وجه. وحسب مدير المؤسسة، فإن هذه الأخيرة، تتوفّر على إطارات متخصصة وكفاءة تضم 12 إطارا و11 عون تحكّم، و22 عونا تنفيذيا. كما شرعت في الإعداد لاستغلال المقر منذ سنة 2015، حيث قامت إدارة المؤسسة منذ ذلك التاريخ، باقتناء مؤلفات وكتب بالإضافة إلى ما تم إهداؤه من قبل الوزارة الوصية. فحسب المتحدث، يبلغ الرصيد المعرفي للمؤسسة حاليا 5318 عنوانا، إضافة إلى 30126 نسخة. إلى جانب هذا، فإنها ستتدعم في القريب العاجل بكمية أخرى من المصادر من مختلف العناوين. تضمّ المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية سكيكدة العديد من المرافق، من بينها قاعة محاضرات تتسع لحوالي 400 مقعد، ستجهّز بعتاد جد متطور يستجيب للمعايير المعمول بها عالميا، وقاعة عروض، وورشات فنية مختلفة مخصصة لتنمية أذواق الأطفال، خاصة في مجال المطالعة والإبداع، إلى جانب جناح آخر خاص بالكبار يشمل على قاعات للمطالعة وأخرى للأشغال، وفضاء للأنترنت أو بما يعرف بالكتاب الإليكتروني، وآخر للإعلام الآلي، زيادة على قاعات «الفيديوتاك» والعرض وأخرى لاستقراء الأقراص المضغوطة و»سينماتك»، وأروقة مخصصة لمختلف المعارض. وحسب مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية سكيكدة، وفي انتظار استيلام المشروع، فإن المؤسسة تمارس مهامها مؤقتا بدار الثقافة، حيث تضمن جملة من الهدايا المكتبية، كما تؤطر وترافق 39 مكتبة عبر بلديات الولاية، منها11 ملحقة، في انتظار استلام تلك الموجودة بكل من الحروش والقل وعزابة، والتي هي أيضا على وشك الانتهاء. كما أنها تنظم فعاليات طيلة السنة تعنى بالفعل القرائي، خاصة أن ولاية سكيكدة تعتبر من المناطق الرائدة في الابداع بمختلف تجلياته. بشار ... 998 مليون دج لتطوير الهياكل الثقافية خصص استثمار قطاعي بحجم مالي قدره 998 مليون دج خلال الثلاث سنوات الأخيرة، لتطوير المنشآت الثقافية والفنية عبر ولاية بشار. كما يهدف هذا الاستثمار إلى تدعيم شبكة الهياكل الثقافية بالمنطقة وترقية الثقافة والفنون بشكل عام، إلى جانب التراث المحلي. سمحت تلك الاعتمادات المالية بإنجاز وتجهيز سبع مكتبات بلدية مزودة ب 210 آلاف عنوان، بمعدل 30 ألف عنوان لكل مكتبة تشمل مختلف حقول العلم والمعرفة، في أفق ترقية المطالعة العمومية وتثمين المعارف في أوساط سكان البلديات السبع المستفيدة. ينتظر استلام مسرح جهوي (400 مقعد) في شهر جويلية 2018، وهو قيد التجسيد والتجهيز في إطار نفس الاستثمار القطاعي، بغلاف مالي قيمته 413 مليون دج، إذ سيمكّن إنجاز هذه المنشأة للفن الرابع، التي تعتبر الأولى من نوعها في بشار، بتدعيم وعصرنة وترقية الأنشطة المسرحية بالمنطقة. يعتزم قطاع الثقافة الذي يرتقب استلام قبل نهاية 2017، معهد جهوي للموسيقى الذي تطلب تخصيص مبلغ مالي قيمته 195 مليون دج (إنجاز وتجهيز)، أن يجعل من هذا الهيكل الفني فضاء للتكفل بمجال التكوين الموسيقي الأكاديمي، ومركزا للإبداع الموسيقي والمحافظة على التراث الموسيقي للمنطقة. تشكل هذه المنشأة الفنية التي تعد وسيلة للمحافظة على الثقافة والتقاليد الموسيقية، فضاء ملائما لبروز المواهب بالولاية. يجري تجسيد عملية ترميم وإعادة الاعتبار للفضاءات المشتركة لخمسة قصور عتيقة (القنادسة وكرزاز وبني عباس وبني ونيف وتاغيت)، بتكلفة مالية قدرها 180 مليون دج مقتطعة من الاستثمار العمومي، بغرض المحافظة وحماية هذه المواقع التاريخية ذات الطابع المعماري القديم، والتي يوجد من بينها ثلاثة قصور مصنفة ضمن التراث الوطني المادي. ❊ ق.ث