أبدى رئيس الاتحادية الوطنية لرياضة المبارزة عبد الرؤوف برناوي، استعداده لاحتضان منافسات دولية في الأيام المقبلة، بعد الإشادة الجماعية التي تلقّاها من المشاركين في مونديال اختصاص الحسام (ذكور) الذي جرى ما بين 3 و5 نوفمبر بقصر المعارض بالصنوبر البحري. وأوضح برناوي في هذا الحوار أنّ الجزائر أضحت من المنافسين الكبار لاحتضان مراحل البطولات العالمية، الأمر الذي سيزيد من سمعة المبارزة الوطنية. ❊ حاورته: فروجة. ن ❊ كيف تقيّم المستوى التقني للتشكيلة الوطنية الجماعية في هذا المونديال؟ ❊❊— المستوى الفني للعناصر الوطنية لايزال بعيدا عن المستوى الدولي، بسبب ضعف اللياقة البدنية، حيث يحتاجون إلى الكثير من العمل للرفع من مستواهم، لاسيما في اختصاصي الشيش والحسام (فئة الذكور)، رغم ذلك كانت التشكيلة الوطنية في اختتام المنافسة أحسن منتخب عربي وإفريقي في الدورة، وذلك لإحرازها أحسن نتيجة من منافسيها، لاسيما المغرب. ❊ إذن، ما قولك عن مستقبل المبارزة الوطنية؟ ❊❊— المستوى الذي أبانه الفريق في المونديال لم يكن مفاجئا، بدعوة أن العناصر الوطنية لا تملك الخبرة والتجربة الكافية، التي تسمح بمنافسة أبطال عالميين وأولمبيين.. هدفنا المباشر من هذه الطبعة التي نُظمت في الجزائر هو خلق محيط عناصرنا الذي يتميّز باللعب في المستوى العالي، ما يُعتبر فرصة لهم من أجل الاحتكاك مع نظرائهم من الدور الأخرى، لاكتساب الخبرة اللازمة وأخذ فكرة شاملة عن المبارزة العالمية بما أنهم شاهدوا أبطالا أولمبيين وعالميين أمامهم. ❊ ألا تفكر الآن في تدعيم العارضة الفنية بخبرة أجنبية للوصول إلى المستوى العالمي؟ ❊❊— إشراك المدربين الأجانب في القاعات الفيدرالية للرفع من مستوى هذه اللعبة أمر ضروري وحتمي في الوقت الحالي، لأن الاستعانة بالتجربة الدولية من شأنها دفع عجلة هذا التخصص الرياضي إلى الأمام، من خلال الاهتمام بالعناصر الشابة التي سيكون لها مستقبل واعد في السنتين المقبلتين، لأن مبارزي هذا الصنف أبانوا عن مستوى متوسط في البطولة الدولية التي جرت مؤخرا. ❊ وماذا عن التنظيم العام لدورة الجزائر؟ ❊❊— جرت في ظروف جيدة، حيث عرف اليوم الأول التصفيات، وفي اليوم الموالي إجراء الأدوار النهائية حسب الفردي، أما في اليوم الثالث والأخير فلعبت منازلات حسب الفرق، بشهادة كل المشاركين الذين لعبوا بارتياح كبير، جعلهم يركزون على أجواء المنافسة. وعبّروا عن فرحتهم بزيارة هذا البلد الجميل، ناهيك عن الحضور الجماهيري الغفير الذي حضر لمتابعة المواجهات بما أن الموعد تزامن والصالون الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري. ❊ وبخصوص القاعة التي احتضنت المنافسة في قصر المعارض، هل كانت ملائمة للموعد؟ ❊❊— في الحقيقة، القاعة جهّزت بالشكل السليم، وفي ظروف جيدة، بعد المجهودات التي قمنا بها رفقة جميع الفاعلين. والشكر موصول للمتطوعين الذين قدّموا لنا يد المساعدة من أجل نقل العتاد الخاص بالمنازلات؛ سواء البساط، الشاشات، والألواح الإلكترونية وغيرها من الأمور الأخرى، وكان ذلك في ظرف وجيز لم يتجاوز 48 ساعة. والمهم أن الدورة جرت في ظروف جيدة، وكانت ناجحة بشهادة الجميع؛ بدليل أنها حظيت بتغطية إعلامية كبيرة. ❊ يعني أن الأمور التنظيمية في تحسن تدريجي؟ ❊❊— دول في أوروبا لا تتمتع بالظروف التي وفرناها على غرار الشاشات العملاقة والحلة الجميلة التي اكتساها مكان إجراء المنافسة.. كما أن المعدات المستعملة مثل كاميرا التحكيم هي من الجزائر، وهذا أمر إيجابي؛ مما يعني أننا قادرون على تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبيرة. ❊ نفهم من كلامك أن الاتحادية لديها استعدادات لاحتضان مواعيد من المستوى العالي؟ ❊❊— الجزائر تمتلك الإمكانيات لتنظيم منافسات عالمية كبيرة، ليس فقط في المبارزة بل حتى في رياضات أخرى... وأحسن العناصر الدولية فضّلت المشاركة في مرحلة قصر المعارض لكأس العالم لاختصاص الحسام، على حساب دورات أخرى جارية في نفس الوقت ببلدان متطورة. ❊ ما هو الشيء اللافت في هذه الدورة؟ ❊❊— الملاحَظ في هذه المرحلة الأولى من كأس العالم اختصاص الحسام فئة الذكور، مشاركة قياسية ونوعية بحضور 133 مبارزا، من بينهم أبطال أولمبيون وأوروبيون يمثلون 27 بلدا الأرجنتين (1)، بلجيكا (4)، كندا (6)، جمهورية الكونغو (3)، مصر(2)، إسبانيا (2)، فرنسا (12)، بريطانيا (9)، جورجيا (4)، ألمانيا (5)، هونغ كونغ (4)، المجر (4)، إيران (4)، العراق (1)، الجزر العذراء (1)، إيطاليا (12)، اليابان (8)، كوريا الجنوبية (7)، المغرب (2)، مالي (2)، رومانيا (5)، روسيا (9)، تونس (1)، تركيا (1)، أوكرانيا (5) والولايات المتحدة الأمريكية (12). ❊ هل من إضافة؟ ❊❊— العمل الذي ينتظر الاتحادية كبير، وعليه يتوجب على الفاعلين على شؤون المبارزة الجزائرية تكثيف مجهوداتها لبلوغ الرهانات المقبلة بامتياز، في مقدمتها ألعاب إفريقيا للشباب المقررة بالجزائر جويلية 2018، والدورات المؤهلة لأولمبياد الشباب المرتقبة بالأرجنتين سبتمبر 2018.