انتقل إلى رحمة الله الفنان التشكيلي شكري مسلي، أمس الإثنين، بأحد مستشفيات باريس عن عمر يناهز 86 سنة، بعد مسيرة إبداعية غزيرة، حيث يُعدّ الراحل مثقفا وتشكيليا حداثيا وطلائعيا، شارك في تأسيس مجلة «شمس» عام 1950، كما أسّس فوج 51 إلى جانب مجموعة من التشكيليين والشعراء والكتّاب، أشهرهم إسياخم وكاتب ياسين. وُلد الفقيد في 8 نوفمبر 1931 بمدينة تلمسان، وسط أسرة مثقفة تحب الفن خاصة الموسيقى، وزاول دراسته من الابتدائي إلى الثانوي بمسقط رأسه قبل أن تنتقل أسرته في 1947 إلى الجزائر العاصمة. وكانت الخطوات الأولى لمسلي في عالم الرسم في تلك الفترة، قبل أن يبدأ تعلّم أصول هذا الفن على يد فنان المنمنمات الكبير محمد راسم بمدرسة الفنون الجميلة. شارك الفقيد في تأسيس مجلة «شمس». وفي 1954 التحق بمدرسة الفنون التشكيلية بباريس، وبدأ يعرض ابتداء من 1956 أعماله الفنية، حيث عرض لوحاته عام 1956 إلى جانب المغربي الشرقاوي، قبل أن يتوقف عن الرسم ليسخّر نفسه للنضال في صفوف جبهة التحرير الوطني، والمشاركة في إضراب الطلاب. وكان الفقيد شكري مسلي الذي أقام عدة معارض بالجزائر وخارجها، معروفا بحبه للوطن، كما تجلى في العديد من أعماله؛ حيث يُعد من مؤسسي الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية. كان الرسام الجزائري الأول الذي تحصّل على شهادة تخرج من مدرسة الفنون التشكيلية، وعرض لوحاته في نيويورك وسان فرانسيسكو وأطلنطا عام 1982 إلى جانب تشكيليين أفارقة، وبقي ملتزما بقضايا الوطن بعد الاستقلال موازاة مع عمله كأستاذ في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة. كما عُرضت أعماله في المركز الثقافي الجزائريبباريس سنة 2014. بالمناسبة، قدّم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمس تعازيه الخالصة لعائلة الفقيد المناضل والفنان التشكيلي مسلي شكري، ولكل الأسرة الفنية مواساة لها في هذا المصاب، المتمثل في رحيل هذه القامة الشامخة سائلا المولى أن يتغمد الفقيد برحمته التي وسعت كل شيء، وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يجزل له الثواب ويلهم أهله جميل الصبر والسلوان.