استفاق سكان المناطق الحدودية بين العراقوإيران في ساعة متأخرة من ليلة الأحد إلى الإثنين، على وقع زلزال عنيف بلغت قوته 7,3 على سلم ريشتر خلف مقتل مئات الأشخاص في البلدين وآلاف المصابين وتدمير قرى بأكملها ضمن حصيلة أولية رشحتها كل التقديرات لأن تعرف ارتفاعا مضطردا خلال الساعات القادمة. وقضى سكان البلدات والقرى الحدودية الواقعة في منطقة كردستان ليلتهم الثانية في العراء وسط ظروف مناخية جد قاسية، في وقت واصلت فيه فرق الطوارئ عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت أنقاض البنايات والمساكن التي انهارت بكاملها على قاطنيها. وأكدت مصادر مختصة في علم الزلازل أن مركز الهزة حدد في بلدة داربندخان الكردية العراقية على الحدود الإيرانية التي تحولت إلى ركام، في وقت واصلت فيه فرق الإنقاذ في إخراج جثث قتلى هذه الكارثة الطبيعية من أطفال ونساء الذين قضوا وهم نيام. وارتفعت حصيلة قتلى هذه الكارثة تباعا في البلدين ووصلت إلى أكثر من 400 قتيل في إيران وبحصيلة أقل في الجانب العراقي. وأبدى سكان المناطق الحدودية مخاوف من احتمال وقوع هزات ارتدادية قوية قد تؤدي إلى انهيار بعض السدود المنتشرة في هذه المنطقة الجبلية المعروفة بكميات تساقط الإمطار الكبيرة مما قد يحدث كارثة أخرى أكثر من تلك التي خلّفها الزلزال إلى حد الآن. وخاصة بعد تصريحات وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي، الذي أكد أن قوة الهزّة تسببت في حدوث انزلاقات للتربة في محيط في سد داربندخان بمحافظة السليمانية. وهي المخاوف التي استدعت من السلطات المحلية في إقليم كردستان العراق توجيه نداء إلى سكان المدينة لمغادرتها مخافة انهيار السد الموجود على نهر ديالا. وقال مسؤول محلي في هذه البلدة النائية في أقصى شمال العراق إن السكان لم يعايشوا زلزالا بمثل هذه القوة منذ أكثر من قرن. ووجدت سلطات المحلية في البلدين صعوبات كبيرة في إيواء آلاف العائلات المنكوبة التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها في العراء في ظل انعدام أدنى وسائل الحياة من خيام وأغطية ومواد غذائية وأدوية في انتظار وصول المساعدات الإنسانية الكافية للتخفيف من حجم هذه الكارثة الطبيعية. وأكدت تقارير إعلامية إيرانية أن الزلزال أتى على كل البنايات القديمة في المنطقة الحدودية مع العراق، في أكبر كارثة تضرب هذا البلد بعد زلزال مدينة بام الأثرية في جنوب البلاد سنة 1990، وخلّف حينها أكثر من 40 ألف قتيل. وقدرت السلطات الإيرانية المواد التي وزعتها إلى حد الآن على مواطنيها في المناطق المنكوبة بأكثر من 22 ألف خيمة و25 ألف بطانية و17 طنا من الأرز لتغذية المنكوبين و200 ألف قارورة ماء. وأعطى مرشد الجمهورية الإسلامية أية الله علي خامينائي، أوامر فورية للحكومة وقيادة الجيش النظامي إلى توفير كل الإمكانيات والوسائل لمساعدة السكان على تجاوز هذه المحنة.