كشف الدكتور سيد أحمد فروخي، خبير في الفلاحة، أن الجزائر مدعوة اليوم إلى الاهتمام بتطوير مقاربة وطنية تعتمد على استغلال كل الموارد الطبيعية؛ دعما للاقتصاد، داعيا، بالمقابل، إلى تنوير المتعاملين الاقتصاديين حول هذه المقاربة، وإشراكهم في عملية بناء اقتصاد وطني قوي بعيد عن الريع البترولي. قدّم الدكتور سيد أحمد فروخي، وزير سابق للفلاحة والصيد البحري وخبير في الفلاحة والصناعات الغذائية خلال المؤتمر الدولي حول الكتلة الحيوية نظم، مؤخرا، بجامعة بومرداس، مداخلة مطولة ضمنها أهم التحديات التي يواجهها الأمن الغذائي على الصعيدين العالمي والوطني. وأبرز أن الحديث عن الأمن الغذائي يزداد أهمية سنة تلو الأخرى؛ لارتباطه الوثيق بالتنمية المستدامة على المديين المتوسط والطويل. وفي تصريح ل «المساء» على هامش المؤتمر، كشف الخبير أن الجزائر مطالَبة اليوم باستشراف المستقبل بالسعي لخلق فرص جديدة للاتصال مع دول محيط البحر المتوسط في مجال تطوير الصناعة البيو-فلاحية، لاسيما وهي تحوي ثروات طبيعية وباطنية هائلة في ذات المجال؛ ما يسمح حسب الخبير بتلبية طلبات المجتمع المتزايدة، «علما أن استراتيجية الحكومة اليوم مرتبطة بهذا التوجه المبنيّ على استغلال كل الموارد الطبيعية؛ بحرية كانت أو فلاحية أو غابية وفي مختلف مناطق الوطن»، داعيا الباحثين إلى تنوير المتعاملين الاقتصاديين؛ من أجل فتح فرص لاستغلال هذه الموارد التي يراها غير مستغَلة. كما دعا الخبير إلى تطوير استغلال الطاقات المتجددة، مبرزا أن النظرة المستقبلية تعنى بتحوير هذه الفرص، وجعلها تخلق قيمة مضافة تقوي الاقتصاد الوطني. وجاء تنظيم المؤتمر الدولي حول تثمين الموارد الطبيعية المسماة بالكتلة الحيوية، كالمزروعات والحشرات بأنواعها وحتى الطاقات المتجددة، لتسليط الضوء على التنوع البيولوجي، وتثمين كل ما هو طبيعي لاستعماله في الحياة اليومية؛ حفاظا على الصحة العمومية، أن الجزائر اليوم مطالَبة أكثر من ذي قبل، بإنقاص استعمال المواد الكيماوية في الصناعات بما يؤثر سلبا على صحة الأفراد، ومنه تقليص استعمال المبيدات الحشرية وتعويضها بما يسمى علميا بالكتلة الحيوية، إلى جانب توسيع استعمال الجزيئات الحيوية المستخلصة من النباتات، واستعمالها كمبيدات حشرية أو في الصناعة الصيدلانية.