لم تستسغ السلطات المغربية إلى حد الآن مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية في أشغال قمة الاتحاد الأوروبي الاتحاد الإفريقي نهاية الأسبوع القادم بالعاصمة الايفوارية، بعد أن فشلت في إقصائها ضمن أول مكسب كانت تريد استغلاله من أجل الترويج لفكرة أن انضمامها إلى المنتظم الإفريقي بدأ يأتي أوكله. وكانت صدمة القصر الملكي كبيرة عندما اتفق رئيس الاتحاد الإفريقي موسى محمد فقي، ومسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية فديريكا موغريني، خلال لقائهما الأخير بالعاصمة البلجيكية بروكسل، على أن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي معنية بحضور أشغال هذه القمة. وتتواصل هذه الصدمة الدبلوماسية وفي وقت أكد فيه الملك محمد السادس، أمس، مشاركته في هذه القمة المنتظر عقدها بالعاصمة الايفوارية أبيدجان، وسيكون حينها مكرها على الجلوس الى نفس الطاولة التي سيجلس إليها الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي وترفع الراية المغربية في نفس المكان الذي ترفع فيه الراية الصحراوية. والواقع أن الملك المغربي لم يجد بدا سوى حضور هذه القمّة بعد تصريحات رئيس الاتحاد الإفريقي التي أكد من خلالها أن مشاركة الصحراء الغربية تمت معالجتها على مستوى الاتحاد الإفريقي»، وأن جميع الدول الأعضاء سيشاركون في القمة، وأن الملك المغربي الذي لم بدي سوى الإذعان للإرادة الإفريقية. ورغم أن الإجماع وقع داخل الاتحاد الإفريقي على مشاركة الصحراء الغربية كدولة كاملة الصلاحيات، إلا أن وسائل الدعاية المغربية راحت تحمّل الجزائر ودولة جنوب إفريقيا مسؤولية مباشرة في الانتكاسة التي منيت بها الدبلوماسية المغربية التي تواصلت الضربات التي تلقتها في المدة الأخيرة بسبب رفضها الإذعان للإرادة الدولية بقبول تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي. وتأكد أيضا أن مراهنة الرباط على حليفتها فرنسا في الضغط على الدول الأوروبية من أجل رفض جلوس الرئيس الصحراوي إلى طاولة القمة، ذهبت هباء مما أخلط عليها حساباتها، وهي التي روجت لفكرة أن انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سيكون بداية لطرد الجمهورية الصحراوية من عضويته. وهو رهان فاشل بنفس درجة الفشل التي مني بها عندما راهن على السلطات الإيفوارية لمنع الوفد الصحراوي من المشاركة بعد أن رفضت ابيدجان توجيه دعوة إلى الجمهورية الصحراوية للحضور وكادت هذه الخطة أن تنجح لولا أن المفوضية الإفريقية وجهت إعذارا لهذا البلد بعدم أحقيته في منع دولة مؤسسة للاتحاد من المشاركة، وذهبت إلى حد تهديدها بسحب شرف احتضان هذه القمّة. ولم يهضم الإعلام المغربي الخاضع لأوامر القصر الملكي حضور الجمهورية العربية الصحراوية، واعتبر ذلك بمثابة سابقة خطيرة في تاريخ النزاع المغربي الصحراوي وجلوس الملك محمد السادس، إلى جانب الرئيس إبراهيم غالي، سيشكل الحدث الأبرز في هذه القمة التي ستخصص لاستثمارات الشباب وسبل تطويرها ومسائل الهجرة غير السرية والإرهاب. والمؤكد أن الملك محمد السادس، الذي اعتاد على المواقف الاستفزازية سوف لن يتوانى في انتهاج تصرفات قد تعكر أجواء القمة ضمن خطة مفضوحة للتعبير عن رفضه لمشاركة الرئيس الصحراوي بدعوى أنه يمثل حركة انفصالية وبدعوى أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بجبهة البوليزاريو وتناست هذه الصحف أن الصحراء الغربية موجودة في إفريقيا، وليست دولة أوروبية وقضيتها تصفية استعمار ولا يهم موقف الاتحاد الأوروبي إذا سلّمنا بمشروعية الكفاح الصحراوي وحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.