كان الفقيد مسعود زغار أحد أقرب مساعدي العقيد عبد الحفيظ بوصوف الوزير الأسبق للتسلح والاتصالات العامة للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، الرائد الذي بذل قصارى جهوده لإنشاء النواة الأولى لصناعة الاسلحة لصالح جيش التحرير الوطني، حسبما أكده رفقاؤه أول أمس. وأكد الضابط الاسبق لجيش التحرير الوطني السيد حاج بن علة في مداخلة له بمناسبة الذكرى ال21 لوفاة المرحوم زغار المدعو "رشيد كازا" أن "هذا المتفاوض البارع والباعث الاول لصناعة الاسلحة لصالح جيش التحرير الوطني كان ينتمي قبل اندلاع حرب التحرير الوطني الى حزب الشعب الجزائري." وحدد السيد حاج بن علة اول لقاء له مع المرحوم في سنة 1948عندما كان يتردد على بائع حلوى ينتمي الى حزب الشعب الجزائري. واضاف يقول "لقد التقيت به مرة أخرى في وهران سنة 1956 واستضافني في منزله بالمدينة الجديدة، في الوقت الذي كنت فيه مكلفا بهيكلة الناحية الثانية للولاية التاريخية الخامسة". كما اشار الى ان المرحوم كان يقيم اتصالات مع قيادة الثورة خلال تلك الفترة عبر نفيسة حمود. وأكد ان "المرحوم كان يتصف بخصال متميزة "مضيفا أن "ما كان يتميز به من ذكاء وروح المبادرة والمهارة والعزيمة على بلوغ ما يصبو إليه جعلني ابعثه الى المغرب". ومن جهته؛ اشار قريبه وأقرب معاونيه السيد جيلالي محمد الصغير إلى أن "المرحوم قام بإنشاء مصنع لسلاح الهاون في المغرب بطلب من العقيدين هواري بومدين وعبد الحفيظ بوصوف." وأضاف يقول "لقد استعان المرحوم زغار في هذا العمل بمهندس امريكي قدم الرسومات التي تم تنفيذها داخل المصنع". ونوه السيد ولد قابلية في شهادته المكتوبة التي قراها نيابة عنه السيد حشايشي بغدادي عضو وجمعية قدامى أعضاء وزارة التسليح والاتصالات العامة بالدور الرئيسي الذي لعبه زغار في شراء اجهزة الإشارة التي استعملتها القوات الأمريكية في القواعد التي وضعت تحت تصرف منظمة حلف الأطلسي إبان الحرب العالمية الثانية. وأشار السيد ولد قابلية إلى أن زغار اقتنى جهاز إرسال لاسلكي بحري متطور ونقله ليلا من منطقة الناظور بالمغرب مذكرا أن هذا الجهاز قد حول فيما بعد إلى جهاز إرسال لإذاعة صوت الجزائر التي بثت نشرتها الأولى يوم 16ديسمبر1956.