أكد الفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، العناية القصوى التي توليها القيادة العليا للجيش لتكوين العنصر البشري، «الذي يعد الركن الركين لجميع الجهود التطويرية المبذولة على كافة المستويات»، مبرزا الجهود الحثيثة التي بذلت في السنوات الأخيرة من أجل ترقية قدرات الجيش الوطني الشعبي، وتطوير كافة مكوناته، عملا بتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني. وأشار الفريق في كلمة توجيهية ألقاها من مقر قيادة القوات البحرية وبثت إلى جميع مدارس ووحدات القوات البحرية، بمناسبة تدشينه وتفتيشه للسفينة الشراعية المدرسة «الملاح»، والتي تم اقتناؤها لتدعيم قدرات القوات البحرية، في إطار المخطط التطويري الرامي إلى تحديث وعصرنة أسطولها البحري، والرفع من القدرات الدفاعية للجيش الوطني الشعبي، وتنمية المعارف وزيادة الخبرات وتمكين الطالب المتربص من هضم وإدراك كافة الزاد العلمي الملقن طوال الفترة التكوينية النظرية، فضلا عن تشبعه وتفتحه على الثقافات العالمية، «هي كلها أهداف نرمي إلى بلوغها من خلال اقتنائنا لهذه المدرسة المتحركة»، معلنا عن دعم هذا الإنجاز بإنجازات أخرى، «نؤكد من خلالها على الأهمية القصوى التي نمنحها للجانب التكويني، وبالتالي للعنصر البشري الذي أكدت مرارا وتكرارا بأنه يمثل الركن الركين، لكل الجهود التطويرية التي نبذلها في أكثر من موقع وعلى أكثر من مستوى». وجدّد نائب وزير الدفاع الوطني مرة أخرى مدى افتخار واعتزاز قيادة الجيش الوطني الشعبي بما تحقق حتى الآن على مستوى القوات البحرية من إنجازات، معتبرة في ظرف وجيز، على غرار القوات الأخرى وكافة مكونات الجيش الوطني الشعبي، مشيرا إلى أن هذه الإنجازات مكنت من تخطي الصعاب، وتسجيل وثبة نوعية على درب التطور والتقدم. كما ذكر الفريق قايد صالح بالجهود الحثيثة التي بذلت في السنوات الأخيرة من أجل ترقية قدرات الجيش الوطني الشعبي، وتطوير كافة مكوناته، عملا بتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، قائلا في هذا السياق «بات من الثابت يقينا، أن السعي الحثيث والمتواصل بل والمثمر، الذي أصبح يميز جهد القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في هذه السنوات الأخيرة، بفضل ما تحظى به قواتنا المسلحة من رعاية وعناية ودعم، من لدن فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، هو بلوغ أفرادنا العسكريين، سواء على مستوى القوات البحرية أو في غيرها من القوات الأخرى، لأقصى درجات الجاهزية العملياتية والقتالية، ولأقصى درجات الإحساس بالمسؤولية، ولأقصى درجات الحس بالواجب الوطني». وفي حين أكد بأنه يحق للقوات المسلحة اليوم أن تعتز بهذه المساعي الحميدة، أشار الفريق إلى أنه يجدر بهذه القوات بالمقابل أن تبذل مستقبلا، «كافة الجهود التي تكفل تنميتها وتطويرها أكثر فأكثر». وكان الفريق قايد صالح قد استهل مداخلته بتهنئة طاقم السفينة الشراعية المدرسة «الملاح» على أداء المهمة الموكلة إليهم وإيصالها في المدة المحددة إلى الجزائر، معتبرا ذلك في حد ذاته اختبارا مهنيا أولا خاضوه بنجاح. كما هنأ بالمناسبة القوات البحرية والجيش الوطني الشعبي بهذا الإنجاز، «والمكسب المعتبر، الذي سيكون إضافة نوعية أخرى، نثري بها المسار التكويني التطبيقي لقواتنا البحرية». وأشار رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى أن هذه السفينة المدرسة التي تحمل رقم المتن 938 تعتبر بمثابة مدرسة متنقلة، «حرصنا كثيرا على أن تتزود بأحدث الوسائل البيداغوجية التطبيقية، وعلى أن تكون واسطة فعّالة من وسائط تعويد الطلاب المتربصين على خوض غمار ركوب البحر، والتكيف السليم مع طبيعة محيطهم العملي، وتعزيز روح الجماعة والتعاون لديهم، والتأقلم مع خصوصيات الملاحة البحرية، وإثراء زادهم المهني التطبيقي، من خلال إجراء التمارين التطبيقية على متنها»، موضحا بأن هذه المهام المنوطة بها، ستسهم بالتأكيد «في استيعاب برامج التحضير القتالي وزيادة مستوى التمرس العملي لدى الطالب المتخرج، وجعله في كامل الجاهزية العملياتية والقتالية، التي تسمح له مستقبلا بتنفيذ شتى العمليات البحرية، وتحدي مختلف الصعاب التي تفرضها المهام الموكلة». في ختام كلمته التوجيهية، أسدى السيد الفريق تعليمات وتوجيهات لقيادة السفينة الشراعية المدرسة «الملاح» والقائمين على استغلالها، تقضي بضرورة الحرص على الحفاظ عليها وصيانتها الدورية وفقا للمعايير المحددة بغية ضمان أداء مهامها التكوينية والتدريبية بالفعالية المطلوبة. فيما عبر أعضاء طاقم السفينة الشراعية وطلبة مدارس القوات البحرية من جهتهم، عن سعادتهم وفخرهم بهذا الإنجاز الذي يليق بمقام البحرية الجزائرية وتاريخها العريق. للإشارة، وقف الفريق في بداية الزيارة، بعد مراسم الاستقبال، وقفة ترحم على روح الشهيد سويداني بوجمعة، الذي يحمل مقر قيادة القوات البحرية اسمه، حيث وضع باقة من الزهور عند المعلم التذكاري المخلد للشهيد، وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار. وطاف الفريق قايد صالح الذي كان مرفوقا باللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية، بمختلف أقسام السفينة، واطلع على جميع أجزائها حيث قُدمت له شروحات وافية حول مهامها ومكوناتها وخصائصها. وتعد السفينة الشراعية الملاح ذات الثلاثة صواري، وسيلة بيداغوجية عالية الأداء، مزودة بأحدث التكنولوجيات ذات الدقة العالية في مجال الملاحة البحرية، والتي باستطاعتها العمل في نطاق واسع لأداء مهام تكوينية وتدريبية متعددة، على غرار تعويد الطلبة الضباط على ممارسة الملاحة الشراعية، وتنمية مقاومتهم البدنية والنفسية في ظروف الإبحار الصعبة، فضلا عن تنمية القدرات في مجال الإبحار باستعمال الأشرعة و دون استعمال المحركات، وتنمية القدرات التطبيقية لدى الطلبة في مجال الملاحة البحرية.