أطلقت وزارة السياحة والصناعات التقليدية أمس، أرضية رقمية خاصة بمنح اعتمادات لوكالات السياحة والأسفار، ضمن مرحلة أولى من عملية كبرى لرقمنة كامل قطاع السياحة، ستليها حسب وزير القطاع حسان مرموري، عملية كبرى ثانية تتعلق برقمنة كل خدمات الفنادق العمومية المقدرة ب 66 فندقا على المستوى الوطني مع نهاية سنة 2018. ولدى إشرافه أمس، بفندق الجزائر على إطلاق العملية، أوضح وزير السياحة والصناعة التقليدية أن هذه العملية تندرج في إطار توجيهات رئيس الجمهورية بتسهيل وتقريب الإدارة من المواطن والتي تمس كل الميادين. وأضاف أنه للمرة الأولى، يتم فيها فتح التوجه الرقمي في قطاع السياحة من خلال إطلاق الأرضية الإلكترونية الخاصة بتسيير ملفات واعتمادات وكالات السياحة والأسفار. وتهدف هذه الأرضية الإلكترونية حسب الوزير إلى تسهيل وتسريع إجراءات دراسة طلبات الحصول على رخص استغلال وكالات السياحة والأسفار ضمن مسعى لتقريب المواطن من الإدارة تماشيا مع معطيات العصرنة والتحديث، باستخدام التقنيات الحديثة ومواكبة الطفرة التكنولوجية لترقية القطاع. كما أضاف أن مثل هذه الأرضية من شأنها أن توفر للعاملين في القطاع والطالبين لمختلف الخدمات الإدارية، عناء السفر والتنقل «وبالتالي ربح الوقت من قبل المواطن والإدارة». ولفت إلى أن الأرضية التي تم إطلاقها أمس، ما هي إلا مرحلة أولى من عملية كبرى لرقمنة القطاع السياحي ارتأت من خلالها دائرته الوزارية البدء أولا بالإجراءات التي لها علاقة بالمواطن كوكالات السياحة، على أن يتم في مرحلة ثانية إطلاق أرضية مماثلة تخص الاستثمار في القطاع ثم بعدها رقمنة الإدارة سواء على المستوى المحلي أو المركزي. كما أعلن الوزير عن قرب إطلاق عملية رقمنة الخدمات الفندقية، والتي تستهدف 66 فندقا عموميا منتشرة عبر التراب الوطني وتوفر 44 ألف سرير. من جانبه، شرح نذير خلف الله، مستشار وزير السياحة، طريقة عمل هذه الأرضية التي يتم الدخول إليها عبر موقع الواب الخاص بوزارة السياحة، وتمكن المواطن من تسجيل طلبه مرفقا ببياناته الخاصة عبر الأنترنت، يتم تحويلها من قبل مديرية السياحة والصناعات التقليدية بولاياته إلى وثائق مصورة على شكل «بي دي أف» قبل أن تشرع في التحقيق للتأكد من صحة تلك المعلومات ليتم بعدها إرسال الملف إلى وزارة السياحة التي يعود لها قرار الفصل في طلبه سواء بالقبول أو الإيجاب. وأشار نفس المسؤول في تصريح ل«المساء» إلى أن المعني بالتسجيل يمكنه الاطلاع على مدى تقدم ملفه عن طريق الأرضية، بما يسمح حسبه بربح الوقت وتقليص التكاليف بحيث أن الملف أو الطلب الذي كان يتطلب شهورا طويلة قد تصل إلى سنة كاملة يمكن معالجته في ظرف مدة زمنية قصيرة قد لا تتجاوز ال15 يوما. من جانبه، أعلن الأمين العام للفيدرالية الوطنية الجزائرية للسياحة نجاح بوجلوة، الذي ثمن إطلاق هذه الأرضية الإلكترونية، عن مفاوضات تجريها الفيدرالية مع مجمع الفندقة العمومية لإبرام اتفاقية لتطبيق أسعار مدروسة، تتعامل بها الوكالات بهدف جلب أكبر عدد من السياح الجزائريين لاستغلال الفنادق العمومية، مشيرا إلى أن المبادرة ستشمل في مرحلة ثانية الفنادق الخاصة. وكشف المتحدث بالمناسبة عن وجود 2400 وكالة سياحة وأسفار، قال إن أغلبها تنشط في الشمال وتهتم خاصة بالسياحة الدينية أو استيراد منتوج سياحي أجنبي لتسويقه في البلاد، داعيا إلى ضرورة تبني سياسة واضحة للترويج والنهوض بالسياحة الداخلية، وإرساء سياسة تحفيزية في مجال النقل السياحي.