أكد وزير الطاقة مصطفى قيطوني، أمس، أن الجزائر تستعد لدخول القارة الإفريقية وتصدير الكهرباء عن طريق أضخم مشروع لإنتاجها انطلاقا من ليبيا، مجددا من جانب آخر التأكيد على أن الزيادات في أسعار الكهرباء لن تمس الزبائن العاديين. وأوضح قيطوني، في رده عن سؤال ل«المساء" على هامش زيارته لولاية وهران، حيث تفقد مشاريع قطاعه بأن مصالح وزارته شرعت في مفاوضات مع الليبيين لإنجاز محطة إنتاج كهرباء ضخمة لتوصيل الكهرباء إلى المدن الليبية ومنها نحو إفريقيا، مشيرا إلى أن هذه المحطة الكبيرة التي ستصل طاقة إنتاجها إلى 2100 ميغاوات، ستتحول إلى بوابة جزائرية لتصدير الكهرباء نحو باقي الدول الإفرقية. وإذ لفت إلى أن الجزائر تصدر اليوم 150 ميغاوات من الكهرباء إلى دولة تونس، و100 ميغاوات إلى المغرب، وتستفيد من عائدات مالية هامة من تصدير الكهرباء نحو هذين البلدين، جدد الوزير في رده عن سؤال حول الزيادات المقررة في أسعار الكهرباء، التأكيد على أن هذه الزيادات لن تمس المستهلك العادي، وإنما تمس فقط المستهلكين الكبار للكهرباء، غير مستبعد في المقابل إعادة النّظر مستقبلا في التسعيرة "لكن بطريقة تدريجية دون المساس بقدرة المواطنين". وذكر ممثل الحكومة بالمناسبة بأن التسعيرة المحتسبة اليوم لا تتجاوز 4 دينار للكيلوات، في وقت تصل فيه تكلفة إنتاج 1 كيلوات إلى 12 دينارا بفارق 8 دنانير تتحملها الدولة، قائلا في هذا الصدد بأن "هذه المعادلة تدفعنا لا محال للتفكير في الرفع من التسعيرة بالتدريج مع مراعاة عدم المساس بالقدرة الشرائية للمواطن". وبخصوص الاستثمارات المبرمجة في قطاع الطاقة بالجزائر أكد الوزير بأن الاستثمارات لن تتوقف وسترتفع من أجل الوصول إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه من سنة 1962 إلى غاية 2000 قدر ب3900 ميغاوات، فيما وصل حجم الإنجازات من سنة 2000 إلى غاية اليوم إلى 18000 ميغاوات وذلك بفضل النظرة الاستشرافية التي حملتها السياسة الحكيمة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ومكنت من تفادي وقوع مشاكل كبيرة في التزود بالكهرباء والطاقة بالجزائر. وذكر الوزير في سياق متصل أن هذه القدرات الإنتاجية الوطنية تعد من بين الكميات الكبيرة المنتجة عالميا، لافتا إلى وجود عدة محطات للإنتاج لا تزال قيد الإنجاز على غرار محطات النعامة، كاب جنات وعين أرنات. 150 مليار دولار استثمارات الجزائر في إنتاج الطاقة في سياق متصل أكد السيد قيطوني، أن تنفيذ برامج تطوير التزود بالكهرباء والاستثمارات المتعلقة بالطاقة في الجزائر كلف 150 مليار دولار، ومكن من بلوغ مستوى إنتاج في حدود 18000 ميغا وات، مشيرا إلى أنه بفضل هذه الإنجازات تمكنت الجزائر من الوصول إلى تغطية شبه شاملة لكامل تراب الوطن ومنافسة الدول المتقدمة في مجال التغطية بالكهرباء والغاز. كما أبرز في نفس الإطار سعي الجزائر إلى تنويع مصادر الطاقة، حيث تبقى حسبه من الدول الأولى التي توجهت للاستثمار في الطاقات المتجددة على غرار الطاقة الشمسية والطاقة المنتجة من الماء وذلك منذ سنة 1985، حيث كانت تتوفر على 14 محطة إنتاج للطاقة الشمسية، مضيفا بأن الجزائر التي تمكنت اليوم من الوصول إلى إنتاج 354 ميغاوات عبر 14 ولاية تنتشر بها محطات التوليد بالطاقة الشمسية، تسعى لتحقيق إنتاج 150 ميغا وات إضافية خلال السنة المقبلة. وذكر الوزير في سياق متصل بإسهام قطاع الطاقة في إنجاز 11 محطة لتحلية المياه عبر الوطن، وأشار إلى أن هذه الاخيرة تساهم اليوم بشكل كبير في دعم تزويد المواطنين بماء الشرب وتنتج 1,1 مليون متر مكعب ما يمثل 25 بالمائة من مياه الشرب الموزعة لصالح الزبائن، في انتظار تدعيم هذه المحطات العام القادم بإطلاق مشروعي إنجاز محطتين جديدتين بالطارف وزرالدة. وفي حين أكد بأن الوضعية المالية والاقتصادية لشركة سونلغاز "متحكم فيها"، لافتا إلى شروعها في تنفيذ برنامج وطني لاستعادة الديون المتراكمة لدى الزبائن، أبرز الوزير أهمية الاستعمال العقلاني للطاقة كسبيل أنجع لتحقيق تنمية مستدامة للشركة، وأشار في نفس الصدد إلى أنه سيتم سنويا توفير 2.5 مليار دولار سنويا للتكفل بمشكل الانقطاعات بالكهرباء. وعن برنامج استغلال الغاز الصخري كشف السيد قيطوني، بأن الملف قيد الدراسة، حيث شرعت الحكومة حسبه في التحضيرات الخاصة به، مذكرا بأن تجسيد مثل هذه المشاريع يتطلب ما بين 5 إلى 10 سنوات للشروع في استغلال الغاز الصخري الذي أصبح برأيه "أكثر من ضرورة". تعميم استعمال الغاز في المركبات ومشروعين للتكرير في تصريح خص به "المساء" كشف وزير الطاقة، بأن مصالح الوزارة سطرت برنامجا خاصا للرفع من عدد المركبات التي تعمل بالغاز والتي ستصل إلى 500 ألف مركبة خلال سنة 2021، حيث سيتم تدعيم 2600 محطة وقود بموزعات "سيرغاز" عبر الوطن وفق دفتر شروط جديد سيفرض حسبه إجراءات جديدة خاصة بعصرنة و تهيئة كامل محطات الوقود. كما أعلن الوزير عن مشروعين هامين لتكرير البترول وبحاسي مسعود وبراقي بالعاصمة للرفع من قدرة إنتاج وقود الغاز، وتقليص تكلفة استيراد الوقود بالعملة الصعبة مستقبلا. للإشارة قام وزير الطاقة خلال زيارته لوهران، بتفقد محطة إنتاج الكهرباء بمنطقة بوتليليس ستوفر 446 ميغاوات من الطاقة، كاشفا عن إطلاق التجارب التقنية للمحطة في مارس المقبل، كما عاين محطة مرسى الحجاج التي ستنتج 400 ميغاوات موجهة لتزويد المنطقة الصناعية بأرزيو بالكهرباء، ووقف على وضعية محطة تحلية مياه البحر بالمقطع، قبل أن يشرف على حفل توزيع مقررات التعيين والترقيات الخاصة بإطارات القطاع. ❊ رضوان قلوش