أكد المختص في الأوقاف والزكاة السيد مسدور فارس أمس بالجزائر على أهمية دور الزكاة في القضاء على الفقر والبطالة في سائر الدول العربية والإسلامية. وأوضح السيد مسدور أثناء الندوة العلمية تحت عنوان "دور الزكاة في إنتاج الثروة ومحاربة الفقر على ضوء الأزمة المالية" التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والتي تدخل في سلسلة الندوات التربوية والعلمية لفائدة الأئمة والمرشدين والمرشدات لولاية الجزائر أنه إذا ما اتفقت الدول العربية والإسلامية على إنشاء صندوق عالمي للزكاة فهذا من شأنه أن يقضي على الفقر والبطالة في الدول الإسلامية والعربية. موضحا أن "أصغر نسبة زكاة سجلت في الدول العربية لسنة 2006 كانت بمقدار 29 مليار دولار و200 مليار دولار بالنسبة للدول الإسلامية". وفي هذا السياق ذكر السيد مسدور أن الإحصائيات أشارت أن هناك "30 مليون عربي يعيشون في حالة فقر إلى جانب 40 مليون بطال"موضحا أن "مقدار زكاة الدول العربية لوحدها تكفي لسد حاجيات الثلاثين مليون من العرب المعوزين بمعدل 966 دولار لكل فقير". وأضاف السيد مسدور في موضوع الزكاة ودورها في إنتاج الثروة والقضاء على الفقر على ضوء الأزمة المالية أن الإسلام "يحارب الاكتناز لأنه يعطل الطاقات المالية ويحبس المال عن الدورة الاقتصادية" موضحا أن "الاكتناز يمنع المال من المخاطرة ويضعف وتيرة الإنتاج ويؤدي إلى بروز البطالة التي يتبعها الفقر". وأكد المتحدث أن "الاكتناز قد يكون في شكل ربا" موضحا أن "المرابي لا يستثمر أمواله بل يجمعها فقط ولا يدفعها للتدوال بعكس الزكاة التي تدفع المال للتداول وبالتالي تحقيق لأرباح تفوق بكثير الفوائد التي تمنحها البنوك". وأضاف أن الزكاة لا تحارب الاكتناز فقط بل تشجع وتحفز الاستثمار على أساس المبدأ الإسلامي القائل أن "النقد لا يلد النقد" موضحا أن "الزكاة هي أداة لإنتاج القيم وهذه القيم تعطي مالا أكبر". وفي نفس السياق قال السيد مسدور أن الزكاة هي "أفضل عامل للتحفيز على التوظيف فكلما زاد الإنتاج كلما زاد الطلب على اليد العاملة " موضحا أن الزكاة هي أكبر محرك للاقتصاد من خلال -مثلا- إنقاذ الغارم الذي يملك مصنعا ويشغل عددا كبيرا من العاملين من الإفلاس. كما تعرض السيد مسدور لموضوع الزكاة والفقر موضحا أن الزكاة تستأصل الفقر من جذوره كالزكاة على الزرع التي تدخل على المجتمع الريفي لمكافحة الفقر.(وأج)