نجت 10 عائلات تقطن في بناية قديمة بالمندوبية البلدية المقري، في بلدية وهران، أمسية يوم الثلاثاء، من الموت تحت الأنقاض جراء انهيار غرفة بالكامل في الطابق الأول من البناية القديمة المكونة من طابقين، والتي تمكن سكانها من الفرار قبل وقوع الكارثة. حسب سكان البناية الكائنة في شارع «حماري محمد» بمنطقة دالمونت (سابقا) بلدية وهران، فإن الانهيار سبقته عدة انهيارات جزئية للأسقف والشرفات في البناية المكونة من طابقين. أكد السكان بأنه تم الاتصال بمصالح البلدية التي تدخلت أكثر من مرة، غير أنه لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ السكان الذين انتظروا تدخل الوالي من أجل منحهم سكنات وترحيلهم نحو شققهم التي لا زالوا ينتظرونها منذ قرابة السنتين، بعد أن تم تسليمهم مقررات التخصيص المسبق من السكن. أوضح المواطنون بأن عدة مبان بحي المقري تعاني من نفس المشكل، خاصة بعد الأمطار الأخيرة المتساقطة التي تسربت داخل البنايات القديمة، والتي عاش خلالها السكان ليلة بيضاء خوفا من انهيار البنايات فوق رؤوسهم. وطالب السكان بحل فوري لمشكل تأخر الترحيل الذي بقي معلقا، بعد أن مست آخر عملية ترحيل في المنطقة 320 عائلة، فيما تم توزيع قرابة 400 مقرر استفادة من السكن، وبقينا في الانتظار إلى اليوم، يضيف أحد السكان. من جانبه، كشف مسؤول بالمندوبية البلدية المقري، عن أنه تم إحصاء عدة انهيارات جزئية للمباني القديمة بحي المقري، الذي يعد ثاني أكبر حي من حيث المباني القديمة بعد حي الحمري. وأكد المتحدث بأنه يتم يوميا إعداد تقارير ومراسلة مصالح دائرة وهران لتبقى مهام البلدية مراقبة الوضع وإرسال التقارير، في انتظار عملية الترحيل التي أعلن عنها والي وهران خلال نهاية السنة الماضية. يشار إلى أنه منذ شهر ديسمبر الماضي، وحسب مصالح الحماية المدنية، تم إحصاء أكثر من 20 انهيارا جزئيا للمباني القديمة عبر بلدية وهران، تضم أكبر حظيرة عمرانية من المباني والعمارات القديمة، فيما سجلت ولاية وهران منذ سنة 2005، وفاة 9 أشخاص جراء الانهيارات التي طالت المباني القديمة، وقد أدت حادثة وفاة 3 أشخاص من عائلة واحدة سنة 2005 بحي الحمري العتيق، بالحكومة إلى فتح ملف القضاء على السكن الهش في ولاية وهران، وأعلن وقتها وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس عن برنامج استعجالي لترحيل السكان، غير أن البرنامج بقي يراوح مكانه وشهد تذبذبا، مما أدى إلى توسع دائرة المباني المهددة بالانهيار عبر ولاية وهران وارتفاع عدد الضحايا الذين توفوا تحت أنقاض المباني المنهارة. أحصت مصالح البلدية منذ سنوات، ما لا يقل عن 1000 بناية قديمة عبر كامل المندوبيات البلدية، ليتم في الأخير اختيار 8 مندوبيات للترحيل، ضمت في مجملها أكثر من 6000 عائلة، وتمت مباشرة عمليات الترحيل عبر المندوبيات البلدية إلى غاية شهر نوفمبر المنصرم الذي شهد ترحيل 504 عائلات من حي سيدي الهواري، في انتظار ترحيل سكان مندوبية سيد البشير خلال شهر مارس المقبل، حسب مصالح الولاية. كما أعلن والي وهران، السيد مولود شريفي، خلال استضافته بمنتدى المواطن، عن أن معظم الوحدات السكنية المخصصة للعائلات القاطنة في المباني القديمة انتهت أشغالها، غير أنها لا تزال تواجه مشاكل توصيل الشبكات الخاصة بالكهرباء والصرف الصحي، وأنها ستوزع بمجرد انتهاء أشغال الربط، حسب والي وهران. ❊ رضوان.ق