طالب سكان عدد من البلديات التي تنتشر بها المباني القديمة والتي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، بإدراجهم ضمن مشاريع الترحيل التي تقوم بها مصالح الولاية والتي بقيت محصورة لصالح سكان المباني الهشة ببلدية وهران بدون باقي البلديات الأخرى. فتح عدد من المواطنين القاطنين بعدة بلديات بولاية وهران على غرار بلديات مرسى الكبير وأرزيو وبوتليليس، ملف البنايات الهشة المنتشرة عبر عدة مناطق بهذه البلديات، والتي تعود إلى الفترة الاستعمارية الكولونيالية وحتى الفترة الإسبانية، حسب بعض المواطنين. وقد أكد المواطنون أنهم بقوا في انتظار التفاتة من السلطات منذ سنوات، غير أنه لم يتم التحرك للنظر في مشاكلهم الخاصة بوجودهم داخل مساكن قديمة مهددة بالانهيار في كل لحظة. وقال المواطنون إن المساكن القديمة التي يقطنونها لم تعد صالحة للسكن تماما، وهي مساكن مشابهة للمساكن الموجودة ببلدية وهران والتي استفاد سكانها من عمليات ترحيل مند سنة 2006، مطالبين بحقهم في عمليات الترحيل، وإدراجهم ضمن البرنامج الولائي. وقال أحد المواطنين بأن السكن الذي يقيم فيه ببلدية أرزيو قديم جدا، وهو بنمط عمراني مشابه لسكنات حي الحمري؛ حيث يبقى مهددا بالسقوط فوق رؤؤس سكانه. واستغرب المتحدث إصرار السلطات على ترحيل سكان بلدية وهران من القاطنين بالأحياء القديمة بدون باقي سكان البنايات القديمة المنتشرة بالبلديات المجاورة. كما أكد مواطن من بلدية مرسى الكبير، أن هذه الأخيرة تضم كذلك عشرات المباني القديمة التي لم تعد تصلح للعيش الكريم، والتي تتعرض في كل مرة لانهيارات جزئية تهدد سكانها، مطالبا بحق المواطنين في السكن. كما أكد المتحدث أنه سبق لسكان هذه المباني أن قاموا باحتجاجات للمطالبة بالسكن، لكن لا جديد طرأ على مطالبهم رغم أن عددهم قليل مقارنة بسكان المباني القديمة ببلدية وهران، والبالغ أكثر من 10 آلاف عائلة رُحلت معظمها إلى سكنات جديدة. وببلدية بوتليليس أكد مواطن آخر أن البلدية تعرف انتشارا كبيرا للسكنات القديمة التي يعود بعضها إلى الفترة الإسبانية والكولونيالية الفرنسية، خاصة أن هذه السكنات فردية ومبنية من القرميد الأحمر الذي أصبح يتساقط على السكان في غياب تام للمصالح الولائية للتكفل بمشاكل هؤلاء المواطنين، إذ إن معظم هذه المساكن تقع بداخل أراض فلاحية وأماكن معزولة. بالمقابل، فإن عددا آخر من البلديات لاتزال تنتشر بها المباني القديمة المصنفة ضمن الخانة الحمراء على غرار بلدية السانيا والكرمة، فيما يُذكر أن بلدية وهران كانت استفادت من برنامج سكني خاص أقر سنة 2006 بعد حادثة انهيار مسكن قديم بحي الحمري، والذي أدى إلى وفاة 3 مواطنين في وقت تواصلت الانهيارات التي خلّفت مقتل عائلة من 3 أفراد سنة 2011 بحي المقري، إلى جانب مقتل زوج تحت الأنقاض سنة 2012 بحي كوشة الجير، ومقتل امرأة كذلك في نفس السنة بذات الحي؛ الأمر الذي دفع مصالح الولاية إلى التركيز على ترحيل سكان هذه الأحياء المتضررة.