يسعى البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة إلى تحويل 500 ألف سيارة من البنزين إلى "سيرغاز" في آفاق 2021، وهي العملية التي ستكلف مبدئيا 37.43 مليار دج، فيما يرتقب ارتفاع العدد إلى أكثر من 1.1 مليون سيارة في 2030، وهو ما سيسمح باقتصاد 2.19 مليار دولار في الفترة من 2018 إلى 2030. وتجري "نافطال" حاليا مفاوضات مع مصنعي السيارات من أجل إقامة قطب للتحويل يتوقع أن يدخل حيز الاستغلال مع بداية 2019. وكشف المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيده محمد صالح بوزريبة، أن الدعم المالي المقدم من طرف الدولة لاستخدام الطاقة النظيفة، بلغ 10 ملايير دج لسنتي 2017 و2018 والموجه لقطاعات النقل والبناء والصناعة، التي تعد أكثر القطاعات استهلاكا للطاقة. المسؤول اعتبر أن إنتاج وقود غاز البترول المميع "سيرغاز" مازال ضئيلا، إذ لا يمثل سوى 15 بالمائة من إجمالي إنتاج غاز البترول المميع، متوقعا أن يرتفع حجم استخدامه مستقبلا بعد الإجراءات المتخذة لتشجيع التحول نحو هذا النوع من الوقود، ولاسيما رفع أسعار البنزين والمازوت. وأكد المتحدث خلال افتتاحه للقاء نظم أمس، بالجزائر العاصمة حول "البرنامج المخصص لتركيب السيارات بوقود غاز البترول المميع وتطوره في آفاق 2021-2030"، تسجيل إقبال أكبر على التحويل والذي تجسد في السنتين الأخيرتين بتحويل أكثر من 100 ألف سيارة (منها 60 ألف في 2017)، وهو ما رفع عدد السيارات التي تسير بسيرغاز حاليا إلى حوالي 325 ألف سيارة على المستوى الوطني، ما يمثل 10 بالمائة من إجمالي حظيرة السيارات البالغة 3.2 مليون وحدة، ويتوقع أن تصل النسبة إلى 30 بالمائة في 2030. وتقدر القدرات السنوية للتحويل في الوقت الراهن ب115 ألف سيارة سنويا، لكن يجري العمل حاليا لتوسيعها من خلال فتح مراكز جديدة. مع العلم أن "نافطال" تملك حاليا أكبر قدرة للتحويل ب10 آلاف سيارة سنويا، كما أوضحه سمير حوغلاون مدير قسم الضبط الاقتصادي بسلطة ضبط المحروقات. وتشير الأرقام المقدمة بالمناسبة من طرف ذات المسؤول، إلى ارتفاع حجم وقود "سيرغاز" المستخدم بأكثر من 28 بالمائة بين 2019 و2017، لكنه ما زال يمثل نسبة ضئيلة لاتتجاوز 3 بالمائة من إجمالي مزيج الوقود المستعمل ببلادنا، حيث بلغ 450 ألف طن العام الماضي. لكن ما تزال نسبة تغطية محطات البنزين التي تزود بهذا الوقود ضعيفة، إذ لا تتجاوز نسبتها 30 بالمائة، ويتم العمل لرفعها إلى 60 بالمائة في 2021 للتخلص من ظاهرة الطوابير ونقص التموين الذي يثني الكثيرين عن التوجه نحو استخدام هذه الطاقة، بالرغم من أن الفرق بينها وبين باقي أنواع البنزين أصبحت هامة، إذ تصل إلى معدل 32 دج للتر بعد الزيادات الأخيرة في أسعار البنزين، مع العلم أن سعر التحويل يتراوح بين 30 و70 ألف دج. ولأن نصف التجهيزات الخاصة بالتحويل يتم استيرادها، فإنه يتم العمل حاليا للتوجه نحو إنتاجها محليا، وهو ما تهدف إليه المفاوضات الجارية مع شركة "باغ"، وهي فرع لنافطال، حيث يأمل أن تثمر المفاوضات بمشروع خلال السنة الجارية، فيما يرتقب الشروع في إنجاز قطب التحويل مع مصنعي السيارات لتركيب سيارات جديدة مجهزة للسير بغاز البترول المميع - في 2018، مع توقع بداية الاستغلال في 2019، بطاقة 20 ألف سيارة يوميا. وهو ما أشار إليه مدير وقود غاز البترول المميع بشركة "نافطال" مصطفى نوري، خلال تقديمه لأهم الإنجازات المنتظرة في 2018، والتي ستعرف توسيع الاتفاقية الموقع مع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج" لكل ولايات الوطن - بعد أن كانت مطبقة في 10 ولايات نموذجية -، وهو ما سيسمح كذلك بإنشاء 150 نقطة تحويل. وذكر مدير المشاريع بالوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيده كمال دالي من جانبه، بالمزايا ذات العلاقة بالتحول نحو استخدام "سيرغاز" وعلى رأسها انخفاض سعره ب80 بالمائة مقارنة بباقي أنواع البنزين، إضافة إلى الاعفاء من اقتناء قسيمة السيارات والحصول على دعم من الدولة لدى تجهيز السيارة بنسبة 50 بالمائة، معلنا عن تنظيم حملات إعلامية خلال السنة الجارية للتحفيز على تحويل السيارات تحت شعار "وقود اقتصادي وإيكولوجي".