اعتبر رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس، إعادة انتخابه مساء أول أمس لعهدة ثانية تدوم 5 سنوات على رأس الحزب، «اعترافا بالعمل المنجز من طرف قيادة الحزب منذ 2012»، معربا، بالمناسبة، عن شكره للمؤتمرين الذين جددوا الثقة في شخصه. وأكد السيد بلعباس في تصريح لوكالة الأنباء، أن العمل الذي باشرته القيادة الجديدة للأرسيدي، لن يتوقف عند هذا الحد بالنظر إلى أن هناك عملا كبيرا يبقى فعله في المستقبل، مشيرا في سياق متصل، إلى أنه تم إنشاء هياكل جديدة سيتم تنظيم عدد من الجلسات والمؤتمرات في الأشهر المقبلة لتنصيبها. كما أكد بلعباس، بالمناسبة، ضرورة إشراك الشباب والنساء في التفكير والنقاش وتجسيد أعمال الحزب. وتحصّل محسن بلعباس خلال الاقتراع السري الذي نظمه الحزب في مؤتمره الخامس الذي تواصلت أشغاله أمس في يومها الثاني في جلسة مغلقة تم خلالها مناقشة القوانين الأساسية ولوائح الحزب وانتخاب أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم 212 عضوا وتعيين أعضاء الأمانة العامة، تحصّل على أغلبية الأصوات بعد نيله 755 صوت من مجموع (895) مصوت أمام مرشحين آخرين، فيما تحصّل القيادي في الحزب الدكتور صالح بلمكي على 91 صوتا. وحاز المناضل بالمهجر إلياس لحوازي على 13 صوتا، وفضيلة مسوي عضو المجلس الوطني حصل على 16 صوتا. وتميزت أشغال المؤتمر الخامس للأرسيدي أيضا بإعلان الرئيس السابق والعضو المؤسس للحزب الدكتور سعيد سعدي، انسحابه من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، قائلا بأنه لن يكون بعد اليوم مناضلا مهيكلا في صفوف الحزب، وأنه سيخوض ميادين أخرى مع الاحتفاظ دوما بنفس القيم الأخلاقية والوفاء الدائم لمبادئ الحزب». وكان سعيد سعدي تخلى عن رئاسة الأرسيدي في 10 مارس 2012، حيث خلفه منذ ذلك التاريخ الرئيس الحالي محسن بلعباس الذي شغل عدة مناصب في الحزب، منها رئيس المكتب الجهوي للجزائر العاصمة بين 2000 و2003، ثم أمين وطني للشبيبة بين 2003 و2004، ثم أمين وطني للعضوية في 2005، فأمين وطني للتنسيق في 2011، وأخيرا الناطق الرسمي باسم الحزب في 2012. وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر الخامس الذي يصادف الذكرى 29 لتأسيس الحزب في 1989، أكد السيد بلعباس أنه عمل في اتجاه تكريس نضال الحزب للارتقاء به إلى تشكيلة سياسية وفية لقيمها، مشيرا إلى أن الأرسيدي أُسس من أجل تقديم بديل حول مشروع مجتمع تقدمي وديمقراطي. كما أشار المسؤول الحزبي إلى أن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، يُعد «خلاصة نضالات ديمقراطية ونقابية، ومن أجل الهوية والمساواة بين جميع المواطنين»، مضيفا أن هذه النضالات حملت مشعلها الأجيال الصاعدة ما بعد الحرب، فيما تُعتبر مسؤولية القيادة، حسبه، في «السماح للشبيبة بالاندماج في هذه الحركة من أجل تكريس هذا الكفاح؛ من خلال الهياكل وتجديد الآمال وتغذيتها». وبعد أن ذكّر بإنشاء منظمة شباب الأرسيدي في سنة 2015 ونشأة منظمة نساء الأرسيدي في 2016، دعا محسن بلعباس إلى «تعميق ترسيخ هذه المنظمة، ليصبح الحزب محركا للتحرر والمساواة في الحقوق، مؤكدا أن الأرسيدي يناضل لصالح «جزائر ديمقراطية واجتماعية، يكون فيها الشعب سيدا لاختيار مؤسساته».