كشف المدير العام للصيد البحري بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، طه حموش أمس، أن المستثمرين الخواص خصصوا لمشاريع تربية المائيات أكثر من 30 مليار دينار كتمويل شخصي، مشيرا إلى أن معظم هؤلاء يعتبرون مقاولون في قطاع البناء، دفعتهم الأزمة الاقتصادية إلى تحويل أموالهم لقطاعات مربحة على غرار السياحة، الفلاحة وتربية المائيات. واعترف حموش، خلال تنشيطه ندوة حول الصيد البحري وتربية المائيات في الجزائر، أمام إطارات عدد من القطاعات الوزارية والباحثين بمقر المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة بالجزائر، بتسجيل عجز في إنتاج الأسماك بحوض البحر الأبيض المتوسط، الذي تتقاسمه الجزائر مع 26 دولة، رغم امتلاكها 30 بالمائة من أسطول صيد السردين واستغلالها لثلث الثروة السمكية بالحوض. وأمام انخفاض حجم الثروة السمكية، لجأت الوزارة إلى اعتماد إستراتيجية وطنية لآفاق 2035 تحت اسم «اكواباش» تعتمد على عدة محاور لها علاقة بالاستغلال الأمثل للبحث العلمي في الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، والرفع من قدرات الصيد لبلوغ 200 ألف طن سنويا، لاسيما عبر ضمان إنتاج 50 بالمائة من الصيد بالبحر و50 بالمائة من نشاط تربية المائيات، بالإضافة إلى حماية 80 ألف منصب عمل قار وفتح 40 ألف منصب جديد، وتحقيق رقم أعمال يصل إلى 110 مليار دينار وتجنيد 100 مليار دينار كاستثمارات. وأشار المتحدث إلى أنه تنفيذا لهذه الاستراتيجية، تم إطلاق 1269 مشروعا في مجال تربية المائيات، سواء في الأقفاص العائمة بالبحر أو المسطحات المائية الداخلية، وكذا تطوير الصناعات التحويلية لمنتجات الصيد البحري، وإنجاز مناطق لبيع المنتوج، مؤكدا دخول 900 مشروع من أصل 1269 حيز الانجاز والإنتاج. على صعيد آخر، تحدث ممثل الوزارة عن نجاح الوفد الجزائري المفاوض بالوكالة الدولية لحماية التونة في افتكاك أكبر حصة في تاريخ الجزائر لصيد التونة الحمراء السنة الفارطة، وهي التي بلغت 1043 طن تم اصطيادها من طرف 14 متعاملا مهنيا، متخصصين في صيد هذا النوع من الأسماك، بالإضافة إلى اصطياد 550 طنا من سمك أبو سيف. أما فيما يخص فتح مجال صيد المرجان، أوضح حموش أن الوزارة جهزت كل الظروف لتسهيل عمل الصيادين، حيث ينتظر صدور عدد من المراسيم الجديدة في هذا الإطار، وقوانين تخص باقي القطاعات لها علاقة مباشرة بهذا المجال، على غرار وزارة الدفاع، البيئة، التجارة و المالية، متوقعا فتح مجال الصيد قبل نهاية السنة الجارية. وحول إشراك الفلاحين في مجال تربية المائيات، تحدث مدير الصيد عن استزراع 1100 حوض للسقي الفلاحي، فيما يرتقب بعث 5 آلاف حوض قابل لاستزراع الأسماك هذه السنة، مشيرا إلى أن هذه الأحواض ستسمح بمضاعفة الإنتاج الفلاحي بنسبة 30 بالمائة، فيما حددت الوزارة مؤخرا 102 منطقة جديدة لتربية المائيات، وهي المناطق التي يتنافس عليها 283 مستثمر خاص.