نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كل علاقة لبلاده بسير الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في نوفمبر 2016، في نفس الوقت الذي أكد أنه لن يسمح لأي أحد بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية. وقال: «لا نتدخل في شؤون الآخرين؛ لأن ذلك هو مبدأنا». وقال الرئيس الروسي في حديث لقناة «أن. بي. سي» الأمريكية، إنه «في حال قام بعض الأشخاص باستخدام أدوات معيّنة في بلدان أخرى وإرسال معلومات ذات صلة من فرنسا أو ألمانيا أو روسيا، فإن موسكو لا علاقة لها بذلك»، مؤكدا أنه لا يكترث إطلاقا لاحتمال تورط مواطنين روس في التأثير على سير هذه الانتخابات مادام لا تربطهم أي علاقة بالكريملين. وقال الرئيس الروسي بخصوص علاقته برجل الأعمال إيفغيني بريغوفين: «إنني أعرف هذا الشخص، لكنني لا أعتبره صديقا، إنه رجل أعمال، ويعمل في مجال المطاعم وفي مجالات أخرى، لكنه ليس شخصا رسميا، ولا علاقة لنا به». وتأتي تصريحات بوتين على خلفية مذكرة اتهام أمريكية، أكدت أن قناة دعائية روسية يمولها رجل الأعمال الروسي إيفغيني بريغوفين، تورطت في مؤامرة تجسس للتأثير على توجهات الناخبين الأمريكيين خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016 لدعم دونالد ترامب وتقويض فرص المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وجاءت تصريحات الرئيس الروسي في نفس سياق تصريحات سابقة، أكد من خلالها أن الرعايا الروس الذين تتهمهم الولاياتالمتحدة بالتدخل في انتخاباتها الرئاسية، لا يمثلون الحكومة الروسية. ويعرف الكونغرس الأمريكي تحقيقات قضائية مستقلة حول ما أصبح يُعرف بقضية «تدخّل روسي» في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بكيفية رجحت كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب للفوز بكرسي البيت الأبيض. وهي تحقيقات تتم بالتوازي مع تحقيق يقوم به المدعي المستقل روبرت مولر، الذي باشر منذ عدة أشهر تحقيقات جنائية؛ علّه يعثر على أدلة تؤكد تورط روسيا في التأثير على سير حملة الانتخابات الأمريكية بتزكية من أقرب مساعدي الرئيس دونالد ترامب. ووجّه مولر، الأسبوع الماضي، تهما ل 13 رعية روسية من بينهم مقربون من الرئيس بوتين وثلاث شركات روسية بمساعدة المرشح دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية. ونفت روسيا تباعا اتهامات أجهزة المخابرات الأمريكية بمحاولة التأثير على سير انتخابات الرئاسة الأمريكية، وجعلت الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف يصف هذه الاتهامات بأنها مجرد تلفيقات لا أساس لها من الصحة.