أكد وزير الموارد المائية حسين نسيب، أن التزود بالمياه الصالحة للشرب سيشهد تحسنا كبيرا خلال شهر رمضان وفصل الصيف المقبلين، بعدة مناطق من الوطن كانت تعاني من خلل وتذبذب في التزود خلال السنة الماضية، مبرزا جهود القطاع في تحسين تزويد المناطق المعنية بالمياه لاسيما من خلال استلام عدة مشاريع وتحويلات للسدود. وطمأن السيد نسيب، في تصريح للصحافة على هامش جلسة مجلس الأمة المخصصة لطرح الأسئلة الشفوية أول أمس، سكان الولايات التي سجلت تذبذبا في التزود بالمياه الصالحة للشرب خلال صائفة 2017، مؤكدا بأن هذه الولايات ستسجل تحسنا في التزود بالماء خلال الصائفة المقبلة، بعد تدشين مشاريع وإنجازات جديدة في إطار تدعيم شبكة التوزيع في قطاع الموارد المائية، فضلا عن إنجاز عدة مشاريع صغيرة تخص تحسين شبكة التوزيع وذلك بالتنسيق مع الجماعات المحلية. كما ذكر الوزير بأن مستوى تساقط كميات الأمطار خلال السنة الجارية، يبعث على التفاؤل بعد أن تم تسجيل ارتفاع منسوب مياه السدود، والتي ستوجه هي الأخرى لدعم عمليات التزود بالمياه، وغيرها من التدابير المتخذة في مجالي التنظيم وتحسيس المؤسسات القائمة على المرفق العام للمياه الصالحة للشرب. وعدد الوزير جملة المشاريع الجديدة والأشغال التي ستساهم في تحسين التزويد بالمياه الصالحة للشرب، وفي مقدمتها مشروع تحويل سد مهوان نحو مدينة سطيف، وتحويل سد وركيس نحو أم البواقي وتحويل محطة المقطع لتحلية مياه البحر نحو معسكر، وكذا تحويل الشط الغربي نحو جنوبتلمسان وشمال النعامة وغرب سيدي بلعباس وتحويل سد تيشي حاف ببجاية نحو برج بوعريريج. وأوضح في نفس الصدد أن امتلاء السدود يساهم في معالجة مشكل التزويد بالمياه، مشيرا إلى أن المعدل الوطني لامتلاء السدود بلغ 56 بالمائة حاليا، وهو قابل للزيادة حسبه، في حال تسجيل تساقط كميات إضافية من الأمطار في الأيام القادمة. وفيما يتعلق بالأحواض المتواجدة في الشمال والهضاب العليا، أكد السيد نسيب أن نسبة امتلائها وصلت إلى 50 بالمائة في المناطق الغربية والوسطى وقدرت ب67 بالمائة في المناطق الشرقية التي تتواجد بها 5 سدود امتلأت بنسبة 100 بالمائة، منها سدين بولاية الطارف وسدين آخرين بولاية جيجل. وفي موضوع أخر يتعلق بإمكانية استعمال المياه المستعملة في السقي بعد معالجتها، بالمناطق الفلاحية الجنوبية التي تشكوا من نقص الأمطار ونقص المياه، أعلن الوزير عن تحضير قطاعه لإطلاق دراسة شاملة لإعادة استغلال المياه التي تنتجها محطات التصفية، قصد توظيفها في السقي الفلاحي على مستوى ولاية الوادي، حيث يتم حاليا حسبه دراسة كل العروض التي تم تلقيها عقب المناقصة التي تم الإعلان عنها بخصوص المشروع. ونفى الوزير في المقابل ما يتداول من إشاعات حول إمكانية تسبب هذه المياه بعد معالجتها في أخطار على صحة المواطن الذي يستهلك هذه المحاصيل الزراعية، كما استبعد الوزير من جانب آخر حدوث أي مخاطر مرتبطة بفيضان سد كدية أسردون بالأخضرية الممتلئ حاليا، موضحا بقوله إن "هذا السد أو غيره من السدود الممتلئة لا تشكل أي خطر على سكان المناطق المحاذية لها، كون السلطات المعنية تتابعها باستمرار باستعمال وسائل متطورة لاستغلالها وفقا لمعايير دولية". في سياق متصل رد السيد نسيب، عن سؤال يتعلق بإمكانية اتخاذ إجراءات لتأمين السدود والفضاءات المائية التي تسجل حالات غرق في كل موسم اصطياف، بالإشارة إلى إطلاق عمل تحسيسي السنة الماضية، بالتنسيق مع الحماية المدنية ووسائل الإعلام، حيث تم تشكيل فرق للتوعية تقوم بتوزيع مطويات على سكان المناطق المحاذية للسدود لتحسيسهم بمخاطر السباحة في هذه الفضاءات، فضلا عن تسخير فرق بزوارق تقطع هذه السدود لتحذير الأطفال من الاقتراب. وذكر الوزير في هذا الخصوص بأن هذه العملية ساهمت السنة الماضية في التقليل من عدد ضحايا السباحة في السدود والمجمعات المائية، غير أن ذلك يبقى غير كاف حسبه حيث يجب مواصلة العمل لتحذير وتوعية الأطفال والمراهقين بخطورة هذه التصرفات، على حد تعبيره. وأشار السيد نسيب، في الأخير إلى أن قطاعه اتخذ عدة إجراءات لتشجيع الاستثمار الموجه لتهيئة ضفاف السدود قصد تشجيع السياحة وتوفير الأمن بهذه الفضاءات.