انطلاقا من مبدأ التغيير في الواقع الاقتصادي، نشأت فكرة الأكاديمية الجزائرية للإبداع والابتكار، وهي محاولة جادة من مخترعين مبدعين جزائريين لطرح أفكار إبداعية جديدة تتطلع إلى إنعاش السوق الجزائرية وتحويلها من استهلاكية إلى منتجة. وحول نشأتها تطلعاتها.. أهدافها وأهم اختراعاتها، تحدثت «المساء» إلى المخترع فوزي برحمة، رئيس الأكاديمة، فكان هذا الحوار. ❊ بداية، حدثنا عن فكرة تأسيس أكاديمية خاصة بالمخترعين؟ — في الواقع، اخترنا أن يكون التأسيس في يوم الشهيد 18 فيفري إيمانا منا بضرورة الوفاء لشهدائنا، لنثبت لهم أننا أجيال نستحق تضحياتهم، وبالعودة إلى فكرة التأسيس، جاءت بعد أن حزت على جائزة أحسن اختراع في بريطانيا، فتولدت لدي فكرة جمع المخترعين في أكاديمية. ❊ ما الهدف من وجود أكاديمية تجمع المخترعين؟ — من الأهداف الأولى للأكاديمية، تبسيط العلم من خلال نشر ثقافة الابتكار والبحث عن الحلول وإعادة الثقة التي فقدها الشباب في قدراتهم. فمعظمنا على مستوى الأكاديمية لديه خبرة في مجال البحث والاختراع ونعرف جيدا كيف تسير الأمور، ومدركون أن الابتكار يبدأ بفكرة معينة، ثم يخضع للتجربة وفق رؤية بحثية ثاقبة، انطلاقا من هذا ارتأينا احتواء أصحاب الابتكارات والأفكار التي يمكنها أن تصنع الفارق، ومن ثمة فإن هدف الأكاديمية هو تبسيط الأشياء لمن يعتقدون أن التطور أمر يخص الدول الكبرى فقط، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إزالة الفكرة المرسخة في أذهان الشباب على أن أمر التطور لا يعنيهم. ❊ ما هي الخدمات التي تقدمها الأكاديمية؟ — الأكاديمية تدعم أصحاب الفكر الخلاق والمواهب المبدعة وتحرص على توفير المناخ المحفز لهم، وهذا لا يكون إلا بالتنافس والمسابقات لعرض أهم الاختراعات، كما أنها تحجز حيزا كبيرا للطفل الناشئ من خلال زرع ثقافة الإبداع لديه، ثم مساعدة طلبة المدارس والجامعات على تطوير أفكارهم التي تفتقر للحس الابتكاري. ومن جهة أخرى، تهدف الأكاديمية إلى دخول المعترك الحضاري بالإنتاج والقدرة التنافسية، لكي نضمن مستقبلنا بأنفسنا ولا نترك المحروقات تحدد مصيرنا، من خلال تحسين الصورة الذهنية عن المنتوج الجزائري ووضعه على الخريطة الاقتصادية بتنظيم معارض دولية. ❊ في اعتقادك، ما الإضافة التي تقدمها الأكاديمية ؟ — الأكاديمية ستكون بمثابة المرآة التي تعكس ما يقدمه المبدع لوطنه، ونحن قبل أن نكون أعضاء في الأكاديمية، شباب أكفاء والشباب هم قاطرة التنمية، وبلدنا يملك ما لا تملكه الدول العظمى ممثلا في «الإرادة والعزيمة» اللتين تعتبران ركيزة للتطور. كما أننا نملك شهادات أكاديمية في مجالات عديدة، كل بتخصصه، إضافة إلى أن مساهمتنا نابعة من إيمان عميق منبثق من ديننا العظيم وهو «حب الوطن من الإيمان»، وهو ما يدفعنا إلى التفاني في خدمته ولن نبخل عليه بأية فكرة أو مجهود. لعل أهم ما يميز الأكاديمية، تشكلها من شباب مستعدا للذهاب بعيدا، خاصة أن أغلبهم حائز على براءات اختراع وشهادات عالمية. ❊ ألا تعتقد أن الجزائر في مجال الابتكارات لا تقارن مع غيرها من الدول المتقدمة؟ — حقيقية، هناك إحصائيات تشير إلى أن الجزائر تحتل المراتب الأخيرة في مجال الاختراعات، لكن في رأيي، لا يمكن أن نستهين بطاقات أبنائنا مادام أن إنجازات شبابنا تثبت في الواقع عكس ما يروج له، ما ينقصنا حقا هو الدعم وتثمين مثل هذه المبادرات، من أجل هذا ندعو بالمناسبة رجال الأعمال إلى الاستثمار في هذا المجال الذي يعتبر من المجالات الخصبة والجالبة للثروة. ❊ حدثنا عن أهم الابتكارات الأكاديمية؟ — إلى حد الآن، لدينا أكثر من 200 عضو، معظمهم كفاءات وباحثون في مجالات عديدة، كالإلكترونيك والربوتيك ومهندسون وأطباء، ومختصون في الاقتصاد معظمهم مبدعون، يملكون مشاريع واعدة كالجامع الذكي للنفايات واختراعات في الليزر وتطبيقاته، إلى جانب اختراع العصا الإلكترونية التي تساعد المكفوفين، لصاحبتها الطاوس، وفتاة أخرى اخترعت روبوتا ذكيا ومشروع العشب الاصطناعي. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ — الأكاديمية لم توجد لإعادة تصنيع أشياء جاهزة، بل لإبداع وابتكار أشياء جديدة مفيدة للوطن، واحتواء المخترعين والمبدعين ومساعدتهم على التوفق والنجاح. ❊ رشيدة بلال