أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي مراد زمالي أن محاربة البطالة يجيب أن تتم عبر "الاستثمار وخلق المؤسسات وليس بقرارات إدارية". وأشار إلى أن الجزائر تعرف استقرارا في نسبة البطالة التي بلغت 11,7 بالمائة في سبتمبر الماضي، مستبشرا بما ستجلبه صناعة السيارات من مناصب العمل الجديدة، بعد إمضاء اتفاقية لمرافقة 1000 مؤسسة مصغرة من طرف مستثمرين في هذا المجال في إطار خلق شبكة مناولة. وأشرف الوزير أمس، على افتتاح الصالون الوطني للتشغيل "سلام 2018" بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، رفقة وفد حكومي يتكون من 10 وزراء. وهو "الإنزال الحكومي" الذي يؤكد الأهمية التي باتت توليها الحكومة لدعم المقاولاتية بكل أشكالها، لاسيما خلق المؤسسات الناشئة التي جعلت في لب شعار الصالون وهو "المؤسسات الناشئة...النجاح بالابتكار"، تجسيدا للسياسة الجديدة القائمة على تنويع الاقتصاد وتشجيع المنتوج المحلي لاستبدال الواردات. 60 جزائريا من المهجر حاضرون في الصالون وما ميّز الطبعة السابعة لصالون "سلام" هو مشاركة 60 جزائريا من المهجر من ضمن أكثر من 500 عارض، تمكنوا من إنشاء مؤسساتهم الخاصة عبر جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أونساج" والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة "كناك". في هذا الصدد، وردا على أسئلة الصحفيين في ندوة صحفية عقدها عقب جولة في أجنحة الصالون، أوضح السيد زمالي أن الشباب المقيم في المهجر بإمكانه الحصول على تمويل من البنوك الجزائرية لإقامة مشاريع في الجزائر، مؤكدا استفادتهم من نفس المزايا التي يحظى بها غيرهم من الشباب الجزائري، حيث يشمل الاستثناء حسبه نقطتين فقط، تخص الأولى المساهمة الشخصية في المشروع والتي يجب أن يقدمها المعني بالعملة الصعبة، والثانية هي عدم اشتراط شهادة "بطالة" مثلما هو الشأن بالنسبة للشباب المقيم، والمتوجب عليه تقديم وثيقة تؤكد أنه مسجل في الوكالة الوطنية للتشغيل، "أي أنه عاطل عن العمل". كما يميز الطبعة الجارية للصالون تواجد عدة هيئات ذات علاقة بالمؤسسة إلى جانب الهيئات النظامية كالشرطة والجمارك والدرك، الذين سيفسحون المجال أمام الشباب الراغب في الانضمام إليهم للاستفسار حول شروط الالتحاق بها في ظل توفيرها لعروض التوظيف. وفي السياق ذاته، استغل بعض العارضين فرصة تنظيم الصالون للإعلان عن مناصب شغل في مجالات مختلفة، وكذا تقديم خدماتهم لمرافقة الشباب الراغبين في إنشاء مؤسسات مصغرة، كفتح ورشات لصيانة السيارات. ولأن إنشاء مؤسسة لايعني بالضرورة نجاحها، تطرق الوزير إلى ظاهرة "وفاة المؤسسات"، والتي اعتبر الرقم الذي يعكس حقيقتها في الجزائر "مقبول، إذ لا يتعدى ال10 بالمائة"، في حين يتجاوز الرقم حسبه ال30 بالمائة في عدة دول، وهو ما جعله يقول إن "الظاهرة طبيعية وأنه لايجب النظر إليها كعائق، خاصة أنه من المعروف أن الاتجاه نحو المقاولاتية يعني قبول المخاطرة". كما اعترف الوزير بوجود مؤسسات "في وضع صعب" لاسيما في قطاع النقل، مشيرا إلى أن نسبة تحصيل الديون لمشاريع "أونساج" بلغت 84 بالمائة في حين قدرت ب60 بالمائة في مشاريع "كناك". وعن المؤسسات المشاركة في الصالون، أوضح الوزير أن 52 بالمائة منها تم إنشاؤها من طرف خريجي جامعات و48 بالمائة من طرف خريجي مراكز ومعاهد التكوين المهني الذين مازالوا يمثلون الجزء الأكبر في عدد المنشئين للمؤسسات بصفة عامة، بنسبة 67 بالمائة. ويهدف صالون "سلام 2018" الذي يستمر إلى غاية 27 مارس الجاري إلى تسليط الضوء على الجهود المبذولة من طرف الدولة في قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيما يخص سياسة التشغيل البديلة عبر إنشاء فروع للتوظيف وإحداث النشاطات وترقية المقاولاتية التي تعد بمثابة دعامة لتطوير الإقتصاد الوطني وإحداث الثروة خارج قطاع المحروقات. كما تهدف التظاهرة إلى ترقية آداء المؤسسة الناشئة والمشاريع المبتكرة بإظهار مهارتها وأهليتها لدفع عجلة استثماراتها وجعلها أكثر استعدادا للشراكة والتبادل، إضافة إلى إعلام أصحاب القرار المنتمين لمختلف القطاعات حول قدرات المناولة التي تتميز بها المؤسسات المصغرة العارضة بغرض دراسة فرص الأعمال المتاحة مع الشركاء والموردين المحتملين. ويشارك في الطبعة السابعة لهذا الصالون 500 عارض، منهم 300 مؤسسة مصغرة أنشئت في إطار جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، في قطاعات مختلفة منها تكنولوجيات الإعلام والاتصال، الصناعة، الخدمات، البيئة والطاقات المتجددة. وخصص بمناسبة التظاهرة برنامجا ثريا لفائدة الشباب، يشمل تنظيم محاضرات تمس عدة جوانب للتشغيل وورشات تكوينية وتحسيسية حول عالم المقاولاتية، إضافة إلى زيارات موجهة لصالح متربصي المعاهد ومراكز التكوين المهني وطلبة الجامعات والمدارس العليا. ما تم حجز فضاءات للتسجيل الإلكتروني المباشر لحاملي مشاريع جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة. توقيع اتفاقية بين "أبيف" و«كناس" وعلى هامش صالون "سلام 2018"، تم التوقيع على اتفاقية بين الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية "أبيف" والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي "كناس"، تدخل في إطار عصرنة الإدارة وتسهيل الاستثمار. وأوضح وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، أن هذه الاتفاقية ستسمح للبنوك بالاتصال مباشرة مع وكالات الضمان الاجتماعي من أجل الحصول على الوثائق التي تحتاجها في الملفات الخاصة بالاستثمار أو طلب تحيينها، ما من شأنه حسبه تجنيب المستثمر عناء التنقل لإحضار هذه الوثائق، فضلا عن التخفيف من ملف الاستثمار.