أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وجهها أمس للمشاركين في ملتقى الجلسات الوطنية الأولى، " لجمعية ترقية النجاعة الاقتصادية والنوعية والبيئة في المؤسسات" الذي نظم بفندق الأوراسي تحت شعار "المؤسسة والتنمية المستديمة عبر المتوسط" أن هذه الجلسات تسمح بتبني بعض الوسائل القانونية العالمية لمواجهة مشاكل التصحر، والتغيرات المناخية التي تقف حجر عثرة في طريق الحفاظ على البيئة والتنمية المستديمة، كما أشار إلى أن الاستغلال غير العقلاني للموارد الحيوانية والنباتية يؤدي إلى تناقص مقلق للتنوع البيولوجي ما يؤدي إلى زوال ملايين الكائنات وندرتها. واعتبر رئيس الجمهورية أن التصحر له تأثير خطير على الأرض والمناخ باعتبار أن ثلاثة أرباع مساحة الجزائر تقع في منطقة صحراوية، وشبه صحراوية مما يجعلها معنية أكثر من غيرها بهذه الظاهرة، كما بين أن الدول الصناعية الكبرى تعتبر المتسبب الرئيسي في شكل تغيرات المناخ، لاسيما الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الكرة الأرضية من خلال انبعاث غاز ثاني أكسيد الكاربون في الهواء.
ومنه دعا رئيس الجمهورية كافة دول المتوسط إلى ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة هذه الظواهر على مختلف الأصعدة. وقد عرفت هذه الجلسات في يومها الأول مداخلة وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل الذي أكد على ضرورة التنمية المستديمة، وأنه من الأولويات التركيز على تأمين المحيط البيئي وترقية المشاريع الطاقوية المستديمة والنظيفة لاسيما الطاقات غير الملوثة : كالغاز الطبيعي، والطاقة الشمسية. كما اعتبر وزير الطاقة والمناجم، أن هذه الطاقات هي ثروات المستقبل، ينبغي أن تستفيد منها الأجيال القادمة. وفي سياق آخر كشف رئيس "جمعية ترقية النجاعة الاقتصادية والجودة والبيئة في المؤسسات" السيد حسني توفيق في تدخله عن مشروعين كبيرين في الجنوب الجزائري الأول يهدف إلى إقامة بحيرات عى ضفاف وادي سوف حيث تتم تحلية مياهها التي تقدر نسبة ملوحتها ب7غ/ل مما يجعل المنطقة توفر مليوني متر مكعب سنة 2020، تتكون حصة الأسد منها لصالح الفلاحة بالمنطقة أما المشروع الثاني فيسمى ب "مشروع نوميديا الجديد" الذي يهدف إلى تحويل منطقة الجنوب الجزائري إلى "كاليفورنيا جديدة" على حد تعبير السيد حسني توفيق" وذلك من خلال إقامة مراكز توزيع وتخزين الطاقة الشمسية والكهربائية. وفسر السيد حسني برمجة هذين المشروعين في الجنوب الجزائري، لكون المنطقة تعرف تصحرا كبيرا وتقلبات للمناخ، وبالتالي فهذان المشروعان سيجعلانها قطبا سياحيا هاما.