دشن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس، خلال زيارته الميدانية بالعاصمة مسجد كتشاوة التاريخي بعد عملية ترميم شاملة دامت أربع سنوات، وتوسعتين لميترو الجزائر تربطان البريد المركزي بساحة الشهداء وحي البدر بحي عين النعجة الشعبي. وجرت مراسم التدشين بحضور وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي ووزير السكن والعمران والمدينة عبد الوحيد طمار، وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، وزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان، وزير الثقافة عزالدين ميهوبي ووالي العاصمة عبد القادر زوخ. واستمع رئيس الجمهورية خلال تواجده بموقع مسجد كتشاوة ببلدية القصبة، إلى عرض حول أهم المراحل التاريخية وكذا أشغال الترميم التي مست هذا المعلم، حيث انطلقت أشغال الترميم عام 2014 من طرف الوكالة التركية للتنسيق والتعاون «تيكا» بالتعاون مع مؤسسات وعلماء آثار جزائريين، وذلك بموجب اتفاق موقع بين السلطات الجزائرية ونظيرتها التركية في سبتمبر 2013، سمح بالاستفادة من الخبرة التركية في مجال ترميم المعالم التاريخية وكذا تكوين الإطارات الجزائرية. ويعد المسجد الكائن بمدخل حي القصبة العتيق، من أشهر المعالم التاريخية التي تعود إلى العهد العثماني وأحد معالم التراث الثقافي العالمي حسب تصنيف «اليونسكو». وقد تقرر غلق هذا المسجد سنة 2008 بعد الأضرار التي لحقت به جراء أشغال الحفر وفي أعقاب الزلزال الذي ضرب منطقة العاصمة وضواحيها سنة 2003. توسيع خط المترو إلى عين النعجة وساحة الشهداء كما أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على تدشين توسعتين لميترو الجزائر تربطان البريد المركزي بساحة الشهداء وحي البدر بحي عين النعجة الشعبي، واستعرض بالمناسبة شريط فيديو تم خلاله تقديم شروحات وافية حول مختلف مراحل إنجاز هذا المشروع الحيوي. ويدخل هذا الخط الجديد حيز الخدمة بعد عملية التوسعة التي استفاد منها مترو الجزائر الذي يعتبر مشروعا استراتيجيا بالنسبة للنقل الحضري على مستوى الجزائر العاصمة. وتعد هذه التوسعة الثالثة من نوعها بعد تلك التي مست الخط الرابط بين حي البدر والحراش سنة 2015. وانطلقت أشغال ميترو الجزائر خلال سنوات الثمانينيات، ونظرا لنقص الموارد المالية، تم تعليقها لعدة سنوات قبل بعثها من جديد في إطار مخطط دعم الإنعاش الاقتصادي 2000-2005 والمخطط التكميلي لدعم النمو 2005-2009 اللذين بادر بهما الرئيس بوتفليقة. وبعد هاتين التوسعتين الجديدتين، يمتد ميترو الجزائر حاليا على طول 18 كلم ويضم 16 محطة انطلاقا من ساحة الشهداء إلى غاية الحراش. كما أن هناك توسيعات أخرى قيد الانجاز وستنطلق قريبا، من شأنها أن تسمح في 2020 ببلوغ طول شبكة الميترو 40 كلم، ستربط الدار البيضاء بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة بدرارية، بأعالي الجزائر العاصمة. وتقدر تكلفة إنجاز هذا المشروع ب90 مليار دينار من دون احتساب أشغال التوسعة التي بوشر جزء هام منها والتي قد ترفع التكلفة النهائية للمشروع إلى 139 مليار دينار. وسيسمح دخول حيز الخدمة لخطي البريد المركزي - ساحة الشهداء على مسافة 1,7 كلم وحي البدر - عين النعجة 3,6 كلم بفتح 5 محطات جديدة وهي علي بومنجل وساحة الشهداء بالنسبة للخط الأول ومحطة الورشات وعين النعجة1 وعين النعجة 2، على الخط الثاني. وتضاف هذه الخطوط إلى الخطوط الثلاثة الموجودة حاليا وهي البريد المركزي-المعدومين والمعدومين-حي البدر وحي البدر-الحراش. ارتفاع قدرات النقل إلى 300 ألف مسافر يوميا وحسب التصريحات الأخيرة لوزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان، فإن عدد المسافرين بواسطة ميترو الجزائر من شأنه أن يرتفع إلى 300.000 مسافر يوميا مع التوسيعات الجديدة. وبأمر من رئيس الدولة، تم رصد التمويلات الضرورية لإنجاز توسيعات خطوط ميترو الجزائر التي ستصل إلى مطار هواري بومدين الدولي وبراقي وباب الوادي. وستسهل توسعة خطوط الميترو تنقل المواطنين أكثر وسيخفف من الازدحام المروري على مستوى العديد من بلديات العاصمة، لاسيما البلديات ذات الكثافة السكانية. وبعد استكمال أشغال إنجاز خط الحراش - مطار الجزائر وعين النعجة - براقي وساحة الشهداء - باب الوادي - شوفالي التي يشرف عليها المجمع العمومي «كوسيدار»، من المقرر أن تمتد شبكة خطوط ميترو الجزائر على طول 54 كلم وتشمل 55 محطة في آفاق سنة 2030. محطة ساحة الشهداء: معلم حضاري بأبعاد ثقافية وتاريخية وتشكل محطة الميترو ساحة الشهداء أيضا في نظر المختصين محطة مهمة في تنفيذ علم الآثار الوقائي الذي جمع بين موروث الآثار والإقليم في إطار الجهود الرامية إلى جعل العاصمة مدينة عصرية. وتعد هذه الساحة تاريخية بالنظر الى تموقعها بمحاذاة المدينة القديمة إيكوزيوم حيث تزخر بمخزون أثري معتبر. وكانت هذه المدينة التي تتربع على 8000 متر مربع قبل الغزو الاستعماري مركزا للحياة السياسية والتجارية، ومن تم الاكتشافات الأثرية التي تحقق تدريجيا. ويتعلق الأمر بالاكتشافات الأثرية الموزعة على مساحة تقدر ب1500 متر مربع و أربع طبقات تمثل مختلف الحقب التاريخية لمدينة الجزائر. وبإمكان الزائر أن يرى بساحة الشهداء جزءا من هذه الحفريات، والتي تشمل مدينة عثمانية مساحتها 750 مترا مربعا في حين تبقى آثار أخرى مطمورة في انتظار تهيئة لائقة. للإشارة، ينطلق الاستغلال التجاري للتوسعيتين الجديدتين لمترو الجزائر الأولى من محطة تافورة البريد المركزي نحو ساحة الشهداء والثانية من حي البدر باتجاه عين النعجة بداية من اليوم الثلاثاء، حسبما أفاد به بيان لمؤسسة مترو الجزائر. وحسب ذات المصدر، فإن أوقات الاستغلال حددت من الساعة السادسة صباحا إلى غاية التاسعة مساء.