حذّرت وزارة الفلاحة قبيل عيد الأضحى المواطنين من خطر الأمراض التي تصيب المواشي، واعتماد شرائها من الأماكن التي ستخصصها البلديات لهذا الغرض، وحسب الدكتور عبدة فإن الوصاية قامت بتوزيع تعليمات على مصالحها بكل دوائر الوطن تقضي بإلزام البلديات بتوفير وتحديد أماكن لبيع الماشية، لتمكين البياطرة من مراقبة القطعان، وحذّر محدثنا من الأسواق الفوضوية، مشيراً أنه تباع بها مواش يمكن أن تكون مصابة ولا تصلح للاستهلاك، مؤكداً أن وزارة الفلاحة ستسخر أزيد من 934 طبيباً بيطرياً و246 تقنياً بيطريا آخر من العاملين بالقطاع والخواص المتعاقدين، لتغطية عملية المراقبة عبر كامل التراب الوطني· وبالمناسبة دعا الدكتور عبدة في تصريح ل "المساء" رجالَ الصحافة إلى المساهمة في تحسيس المواطنين بضرورة حسن اختيار الأضاحي واستشارة البياطرة في كل ما تثير الشكوك بشأن الصحة الحيوانية، خاصة وأن المواشي المستقدمة من الولايات السهبية يمكن أن تصاب بأمراض بسيطة تتعلق بالتحولات المناخية كالرطوبة التي تؤثر على مواشي المناطق الجافة· من جهة أخرى ذكر مصدر من وزارة الفلاحة أن الدولة سخرت كل الإمكانيات لتحقيق وفرة في الإنتاج الحيواني، ومنها الدعم المباشر عن طريق القروض للمربي الماشية، وكذا الدعم غير المباشر المتمثل في حماية المراعي بالمناطق السهبية وتجديد غطائها النباتي وذلك عن طريق حجز مناطق وإعادة غرسها بالأشجار والنباتات العلفية وفي هذا الشأن ذكر مصدر مسؤول بوزارة الفلاحة أن المحافظة السامية لتطوير السهوب قامت بمجهودات جبارة لفائدة مربي الماشية من أجل تطوير الإنتاج الحيواني في 22 ولاية سهبية، ويذكر تقرير المديرية العامة للغابات أن ما يقارب 20 مليون هكتار من الأراضي تعاني من ندرة الغطاء النباتي، وفي هذا السياق يشير التقرير الى أن مصالح الغابات قامت بإعادة تشجير ما يقارب 20 ألف هكتار، فضلاً عن عمليات تحسين المراعي على مساحة 10 آلاف هكتار، ووضع محميات تصل إلى 20 ألف هكتار· وعن الثروة الحيوانية قال مصدرنا إن الجزائر تتوفر على أزيد من 19 مليون رأس من الغنم معظمها بالمناطق السهبية، وأن الحديث عن قلة عدد رؤوس الماشية لا مبرر له، كون العديد من الموالين أصبحوا يعزفون عن بيع مواشيهم بالجملة في المناطق الحضرية للمضاربين، للتخلص من تكاليف النقل وكراء فضاءات لحجزها، واستبعد محدثنا أن تكون عمليات التهريب سبباً في نفاد هذه الثروة، مشيراً الى أن الجزائريين يستهلكون أقل من 3 آلاف رأس من الغنم كل عيد أضحى، مستغرباً شكاوى الموالين بشأن رفع سقف أسعار المواشي إلى مستويات قياسية بعيدة عن تكاليف الاعتناء والتسمين في إشارة إلى الأمطار المتساقطة خلال الأسابيع الأخيرة التي أنبتت أعشاباً من شأنها أن تقي الموالين شرَّ البحث عن الأعلاف وإنفاق أموال إضافية، رغم أن الديوان الوطني للحبوب يبيع للموالين الأعلاف بأسعار منخفضة، معيداً التهاب الأسعار إلى المضاربة· جدير بالذكر أن بعض المضاربين وأشباه الموالين بدأوا منذ أيام في استقدام قطعان الماشية وعرضها على جنبات الطرق لجلب الزبائن، خاصة الأولياء الذين يدفعونهم الأطفال إلى شراء الكباش قبيل العيد بأزيد من أسبوع للعب معها والاستئناس بها، مما يجعل الأولياء لا يجدون حلا إلا الوقوع في شباك المضاربين وشراء كباش مبكراً مهما كان الثمن.