يبدو أن الجمهور الجزائري لن يعود إلى المسرح إلا من بوابة الكوميديا، كما تجلى سهرة أول أمس في العرض الشرفي لمسرحية "سليمان اللُّك" عن المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، وقبله تم تسجيل حضور قياسي لعشاق فن الرابع لمشاهدة معظم المسرحيات الكوميدية المنتجة مؤخرا، على غرار "طرشاقة" و«ما بقات هدرة" وغيرهما. استمتع الجمهور بآخر عمل مسرحي للمخرج عبد الكريم بريبير "سليمان اللُّك" عن مسرحية "مريض الوهم" لموليير، التي اقتبسها المسرحي الراحل محيي الدين بشطارزي، وقام المخرج بإعادة تجسيدها على الخشبة محافظا على الأسلوب الهزلي، ومغيرا أجواء المسرحية بإسقاط جزائري تام، تجلى من حيث الديكور واللباس وأسماء الشخصيات والحوار كذلك. جدير أن ينتبه مسؤولو المسارح والممارسون إلى هذه النقطة، خاصة الذين يبحثون عن فك شفرة مصالحة الجمهور وإعادته إلى قاعات المسارح، أن الكوميديا بكل أشكالها، تستقطب جمهورا واسعا، عكس باقي الأنواع المسرحية الأخرى. وكانت جرعة الكوميديا عالية جدا في هذا العمل الذي استغرق حوالي 90 دقيقة. ولا بد من التنويه للدارجة الجزائرية القديمة التي كتب بها بشطارزي، فقد تم الحفاظ عليها، وتقبّلها الجمهور بصدر رحب، وتفاعل مع أجوائها، فعاش الحاضرون نفحة من نفحات الزمن الجميل، خاصة مع إعادة أغنية "قولو له". ويُعاب على العمل طول مدته، وتكرار الأحداث بشكل فج كان للمخرج أن يستغني عنه، ليكون العرض أكثر تماسكا، كما أن أداء الممثلين كان متفاوتا في المستوى. قدّم ياسين زايدي دور سليمان بأداء معقول، كذلك الممثلة صالحة بن ناصر قدّمت دور زعطوطة الخادمة بشكل احترافي. وتدور أحداث المسرحية حول شخصية سليمان الذي يتوهم أنه مريض، الأمر الذي جعله يعجّل بزواج ابنته من طبيب، ليس من أجل سعادة ابنته "ربيعة" وإنما ليكون هذا الطبيب قريبا منه ويطفئ نار وسواسه بالمرض. وفي الوقت عينه تعيش ابنته قصة حبّ مع "مجيد"، وتتطور وقائع المسرحية، ويتحول مجيد إلى طبيب يثير إعجاب سليمان؛ لأنه الوحيد الذي أقر أنه مريض؛ نزولا عند رغبته النفسية فقط. شارك في التمثيل ياسين زايدي، عبد الكريم بريبر، إبراهيم شرقي، فؤاد زاهد، جعفر بن حليلو، حكيم قمرود، صالحة بن ناصر، حفيظة بن رازي وفاتن قصار. ويأتي هذا العرض ضمن نشاط أسبوع مسرح موليير. فإلى جانبه سيقدَّم عرض آخر من قبل شباب جامعيين يوم 25 أفريل الجاري بالمسرح الوطني الجزائري. ❊دليلة مالك