ينتظر الجمهور الجزائري عودة مسرحية ”طرشاقة” إلى الركح من جديد، حيث كشفت مصادر طاقم العمل سيقدم 10 عروض أخرى بالمسرح الوطني الجزائري ابتداء من 19 أفريل الجاري، خصوصا وأن المسرحية حققت نجاحا كبيرا واستقطابا جماهيريا لم يعشه المسرح الجزائري منذ وقت طويل. وأضافت المصادر أن المسرح الوطني الجزائري قرر عرض المسرحية من جديد باتفاق مع طاقم العمل والمخرج أحمد رزاق، ويأتي هدف إعادة المسرحية من جديد إلى الركح كي لا يحرم الجمهور الجزائري من هذه المسرحية التي حققت نجاحا كبيرا، والدليل الإقبال منقطع النظير عليها، حيث في كل عرض تنجح في ملء قاعة المسرح الوطني الجزائري خاصة في العروض الأخيرة. ”طرشاقة” فسيفساء أنتجها المسرح الوطني الجزائري وألفها وأخرجها أحمد رزاق، وفازت بجائزة أحسن عرض في المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته ال11، عرض رسمه 22 ممثلا، جسدوا فكرة الحب، حب بين عودي ثقاب وحب الوطن من جهة أخرى، حيث تتمحور القصة حول علاقة الحب بين ”طرشاقة” التي أدت دورها عديلة سوالم التي تقع في حب ”زلاميط” ولا تريد الزواج من زعيم أعواد الثقاب ”زلموط” الذي أدى دوره الممثل حميد عاشوري، وهنا تجري أطوار القصة، فبين التشبث بالحب يسعى ”زلموط” للزواج من ”طرشاقة” حتى وصل به الأمر لكيد حيل من أجل التفريق بينها وبين حبيبها، وهو ما ينجح فيه لاحقا، وتنتهي بانتحار ”زلاميط”. لعب أحمد رزاق على ثنائية الحب والسلطة، فهذه الجدلية جعلت الصراع يظهر بين من يدافع عن الحب وبين من لا يؤمن به بين أعواد الثقاب لكونها مصنوعة من الأخشاب ولا تملك قلبا لتحب به، رغم تمسك الكثير منهم بالحب، وبين مجابهة الحاكم المتسلط ”زلموط”. العمق في المسرحية كان موجودا والأسئلة طرحها المؤلف والمخرج وصور الأحداث بطريقة هزلية، مع إسقاط قصة المسرحية على الواقع من خلال تشبيه ما يحدث داخل المسرحية بما يحدث في المجتمع من تسلط الحكام ورغبتهم في السيطرة على كل شيء حتى على ”الحب”. كما ضمن رزاق مسرحيته بأحداث واقعية منها الانتحار وانقلاب الرعية على الحاكم ومطالبتهم بكشف أسباب الانتحار، محملين إياه مسؤولية ما حدث له. عرفت المسرحية مشاركة 22 ممثلا من مختلف الأجيال، ومن بينهم أسماء غابت لفترة طويلة عن المسرح، منهم سميرة صحراوي، حميد عاشوري، مصطفى لعريبي، فيما وقع العرض ممثلون آخرون من مختلف المسارح الوطنية من بينهم بن عبد الله جلاب، شاكر بولمدايس، صبرينة بوقرية، مونيا آيت مدور، ياسين زايدي، سالي بن ناصر وغيرهم. جمع أحمد رزاق تقريبا كل الفنون على الخشبة، حيث شارك في المسرحية ثلاثة مطربين، ناهيك عن لوحات كوريغرافية لأربعة راقصين لهم ما يبرر وجودهم في العمل. ومن الصعب أن تعيد الجمهور إلى المسرح الجزائري، كما أن العديد من الفنانين والمخرجين الجزائريين يشتكون من غياب الجمهور عن العروض التي تقدم في المسارح الوطنية.. ولكن يجب أن نعرف أن هذا الأخير لن يدخل إلى المسرح لمتابعة أعمال ضعيفة سواء من حيث النص، الإخراج السينوغرافيا، الموسيقى والأداء، وخير دليل على أن الجمهور لايزال يعشق الخشبة هو امتلاء قاعة المسرح الوطني الجزائري عن آخرها في عروض مسرحية ”طرشاقة”. وجاء عشاق المسرح من كل جهات الوطن لمتابعة مسرحية ”طرشاقة” التي أنتجها المسرح الوطني الجزائري وألفها وأخرجها أحمد رزاق، الذي رسم فسيفساء جميلة على ركح مسرح بشطارزي شكلها 22 فنانا من كل جهات الوطن، حيث عرف رزاق من حيث تؤكل الكتف، واختار مجموعة من الفنانين الذين استطاعوا أن يجسدوا أفكاره على الخشبة، كما أعاد فنانين آخرين إلى المسرح غابوا لفترة طويلة عنه، منهم الممثلة سميرة صحراوي، حميد عاشوري ومصطفى لعريبي، أما البقية فهم ممثلون محترفون في المسارح الجهوية الوطنية.