استشهد فلسطينيان أمس، متأثرين بجروحهما إثر تعرضهما لإطلاق رصاص قنّاصة إسرائيليين في سياق مشاركتهما في «مسيرة العودة الكبرى» التي ينظمها سكان قطاع غزة على طول الحدود مع الكيان الإسرائيلي المحتل. وارتفعت حصيلة شهداء هذه المظاهرات إلى 40 شهيدا ضمن حصيلة مرشحة للارتفاع بالنظر إلى إصرار الفلسطينيين على مواصلة مسيراتهم التي شرعوا في تنظيمها منذ الثلاثين من شهر مارس الماضي، وإلى غاية 14 ماي القادم المصادف لذكرى يوم النكبة التي عرفت قيام إسرائيل على أرض فلسطين سنة 1948. واستشهد الشاب الفلسطيني عبد الله شمالي، البالغ من العمر 20 عاما متأثرا بجراحه بعد تعرضه لرصاص أحد قناصة جيش الاحتلال على مستوى بطنه يوم الجمعة الأخير، والذي عرف استشهاد خمسة متظاهرين فلسطينيين من بينهم طفل في الخامسة عشرة من عمره، بينما استشهد الشاب تحرير وهادة، البالغ من العمر 18 عاما متأثرا بجروح تعرض لها على مستوى الرأس في مظاهرة شارك فيها في مدينة خان يونس إلى الجنوب من قطاع غزة. واختار سكان قطاع غزّة هذه الطريقة السلمية للاحتجاج ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بحقهم في العودة إلى أراضيهم التي طردوا منها عنوة، واحتجاجا على الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل عليهم منذ سنة 2007، وجعلتهم يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم أمام مرأى مجموعة دولية متواطئة. وواصلت قوات الاحتلال استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهتها مختلف المنظمات الحقوقية الدولية ضد استخدام الرصاص الحي والمطاطي ضد مدنيين مسالمين وجعلت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي يطالبان بتحقيق مستقل لمعرفة ظروف استخدام هذا النوع من الرصاص ضد متظاهرين لا يشكلون خطرا على عناصر الجيش الإسرائيلي. ونشر في هذا السياق مركز الحوراني للدراسات والتوثيق الفلسطيني، تقريرا حول حجم الخسائر البشرية في قطاع غزّة، حيث أكد أن عدد ضحايا هذه الجريمة الإسرائيلية الجديدة توزع على محافظة شمال غزة بواقع عشرة شهداء ومحافظتي غزة والوسطى بتسعة شهداء في كل منهما ومحافظة خان يونس بسبعة شهداء، بينما تم تسجيل سقوط خمسة شهداء في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزّة. وأضاف التقرير أن أكثر من خمسة آلاف فلسطيني أصيبوا منذ بدء هذه المظاهرات بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم 1714 بالرصاص الحي و393 بالرصاص المطاطي و2364 بالغاز. وأوضح مركز الحوراني أن الاعتداءات نفذت بست غارات جوية و13 عملية قصف مدفعي و12 عملية توغل بري في شرق القطاع.