وجّه مشاركون نداء لرئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، خلال تجمع بباريس أول أمس، داعين إياه إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال بالاعتراف بجرائم الدولة الفرنسية ضد الجزائريين في 8 ماي 1945 بكل من سطيف وقالمة وخراطة. وأكد تكتل "8 ماي الآخر ضد النسيان" في نداء وزع خلال تجمع ضم حوالي مائة شخص بساحة شاتلي إنه "قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية أكد ايمانويل ماكرون في 5 فبراير 2017 بمناسبة زيارته للجزائر أن الاستعمار جريمة ضد الإنسانية، وذكروه بالقرارات القوية التي كان يعتزم اتخاذها. ويرى هذا التكتل الذي نظم منذ سنة 2015 تجمعات حول مجازر 8 ماي 1945 أنه "يستحيل" إحياء ذكرى النّصر ضد الفاشية "دون أن ننتشل من النسيان ما وقع في الجزائر في ذات 8 ماي 1945 والأيام التي تلته"، مذكّرين بأن متظاهرين مسالمين بسطيف وقالمة وخراطة والمنطقة قد تم قمعهم بالحديد والنّار، حيث تم القضاء على آلاف المدنيين الجزائريين على يد الشرطة والدرك والميليشيات التي سلّحتها السلطات المحلية والجيش الفرنسي تنفيذا لأوامر الجهاز التنفيذي. وأضافت الهيئة التي تتكون من 50 جمعية وستة أحزاب سياسية والعديد من الشخصيات أن "بتر تاريخنا المشترك بإخفاء جريمة الدولة هاته لا يسمح لفرنسا بطي صفحة الاستعمار من تاريخها". وطالب أصحاب المبادرة بفتح جميع الأرشيف وإدراج هذه الأحداث ضمن الذاكرة الوطنية من خلال مواقف قوية من السلطات العليا للدولة، ودعم نشر الوثائق المتعلقة بالأحداث في التربية الوطنية وفي وسائل الإعلام العمومية". في هذا السياق أعلم أحد منشطي التجمع أمحمد كاكي، المشاركين بأنه تم تنظيم تجمعات أخرى في 30 مدينة بفرنسا. مضيفا "نطالب بالاعتراف بهذه الجريمة ضد الإنسانية من أجل توفير الظروف لفتح صفحة جديدة بين البلدين"، مؤكدا على ضرورة تجسيد تصريحات ماكرون إلى أفعال. أما المؤرخ جيل مونسيرون، فقد أوضح من جانبه أن مجازر الجزائريين في 8 ماي 1945 غير معروفة كثيرا "في فرنسا لأنه تم تشويهها كليا"، ليستطرد في هذا الصدد" نجد صعوبة في توضيح ما جرى في الجزائر للفرنسيين"، داعيا إلى مواصلة النّضال إلى غاية الاعتراف الرسمي. من جانبها أكدت منسّقة حزب اليسار دانيال سيموني، أن "عمل الذاكرة يتطلب إظهار الحقيقة حول جرائم 8 ماي 1945"، داعية جميع بلديات فرنسا لاغتنام هذا النقاش وإحياء الذكرى "بشكل رسمي". وقد وضع إكليل من الزهور بساحة سطيف في حي فرانسيسكو فرير بمدينة ران الواقعة في الشمال الغربي لفرنسا والتي تربطها علاقة توأمة مع مدينة سطيفالجزائرية. وصرح رئيس جمعية التوأمة السيد فرناند نجار، يقول "لابد من تخليد هذه الذكرى لأننا لا يجب أن ننسى أن الموت الحقيقي هو النسيان". من جهتها، أعتبرت نائبة رئيس المجلس المحلي لإيل وفيلان، مندوبة العلاقات مع العالم المكافح المناسبة فرصة لتسليط الضوء على حلقة مجهولة من التاريخ ومهمشة لسنوات، مؤكدة "أنها وسيلة لتجديد التأكيد على الصداقة الفرنسية الجزائرية".