أبدى الطبيب فتحي بن أشنهو أسفه الشديد على الطريقة التي تستقبل بها العائلات الجزائرية شهر الصيام، حيث يربط هذا الاستقبال مباشرة بكل ما هو مادة استهلاكية، سواء تعلق الأمر بالخضر أو اللحوم على اختلاف أنواعها، أو الحلويات أو مشتقات الحليب، وقال في تصريحه ل"المساء"، بأن ثقافتنا الاستهلاكية غير السوية جعلتنا نضيع الهدف من صيام هذا الشهر"، موضحا في معرض حديثه "المفروض أن شهر رمضان هو الشهر الوحيد من بين الأحد عشر شهرا الأخرى الذي تمنح لنا فيه فرصة السيطرة على شهواتنا ورغباتنا"، غير أن الواقع للأسف يظهر العكس، حيث نجد أن كل التركيز يتجه إلى كل ما هو مادة غذائية، الأمر الذي جعلنا نهمش ولا نلقي بالا للجانب الروحي الذي يعتبر لبّ الصيام وغايته، يؤكد الطبيب بن أشنهو". من جهة أخرى، أشار الأخصائي في الصحة العمومية، إلى أن تركيز الاهتمام على تنويع المائدة الرمضانية بمختلف الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، جعلنا "نسجل مباشرة بعد الشهر الفضيل ارتفاعا كبيرا في عدد المرضى المصابين بداء السكري، وغيرها من الأمراض المزمنة الأخرى، كالبدانة والضغط الدموي، "بالتالي ما أحوجنا ونحن نستقبل هذا الشهر للتحلي أكثر فأكثر بالتربية الصحية". وعن المسؤول عن إكساب المواطنين ثقافة صحية، أشار محدثنا إلى تقصير الجهات المعنية، ممثلة في وزارة الصحة، في دورها التحسيسي والوقائي، داعيا في السياق وسائل الإعلام إلى التقليص من الحديث عن كل ما يتعلق بوفرة أو نفاذ المواد الغذائية، والتوجه نحو تغليب الجانب الروحي والصحي على كل ما هو استهلاكي، للمساهمة في نشر التربية الصحية. ❊رشيدة بلال