تم أمس، الاحتفال بولاية الجزائر عاصمة لليوم العالمي "العيش معا في سلام"، الذي بادرت باقتراحه الجزائر، لكون ذلك مستوحى من تجربتها في مجال المصالحة الوطنية التي أرسى دعائمها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وقد أقرت الأممالمتحدة في 2017 أن يكون الاحتفال السنوي بهذا اليوم العالمي فرصة لجميع الشعوب في العالم للتعبير عن الرغبة في العيش والعمل معا موحدين، في ظل الاختلاف والتنوع من أجل إقامة عالم آمن تعيش شعوبه في كنف السلام والتضامن والانسجام. نظمت ولاية الجزائر، أمس، احتفالية كبيرة بساحة المصالحة الوطنية احتفاء باليوم الدولي ل«العيش معا في سلام"، تجسيدا للائحة التي تبنّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر 2017 باقتراح من الجزائر المتعلقة بترسيخ ثقافة السلم والتعايش كحل سلمي لفض النزاعات، والتكفّل بضحايا المأساة الوطنية لاحتواء مخاطر التطرّف. وبعد تلاوة ميثاق إعلان ولاية الجزائر عاصمة للعيش معا في سلام بحضور والي العاصمة، عبد القادر زوخ، ورؤساء بلديات الولاية وعدد من المجاهدين والفنانين وأعضاء المجتمع المدني تم بالمناسبة على مستوى ساحة المصالحة الوطنية، إعطاء إشارة إنجاز جدارية من طرف رواد دور الشباب ومن تصميم طلاب المدرسة الوطنية للفنون الجميلة. وينص فحوى "ميثاق إعلان ولاية الجزائر عاصمة للعيش معا في سلام" على التزام الجزائر بالعمل دوما على تطبيق البنود التي جاءت في المواثيق والقوانين لاسيما تلك المتعلقة بتعزيز مفاهيم السّلم المدني والمصالحة الوطنية، وكذا العمل على مساندة برامج العمل الدولية التي تروّج لثقافة قوامها التوعية من أجل اللاعنف والحوار والتعاون. وتم بالمناسبة تسطير برنامج ثقافي ورياضي وفكري ثري منه عرض لوحات تشكيلية من إنجاز طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة وعروض غنائية وكوريغرافية تفننت في تقديمها فرقة تابعة للمؤسسة الولائية "فنون وثقافة"، كما تم غرس شجرة "الزيتون" وإطلاق حمامات بيضاء كرمز للسلام لإبراز مجهود الجزائر في إحلال السّلم والمصالحة. وتم بالمناسبة عرض فيلم وثائقي عن جزائر السّلم والمصالحة يتضمن مقاطع من اجتماع الأممالمتحدة واتفاق أغلب الدول على أن تكون الجزائر عاصمة للحدث، ولعل في اختيار ولاية الجزائر عاصمة للحدث رمزية كبيرة لبلدنا الذي يتبنّى الدفاع عن مبدأ التسامح، وضرب أروع الأمثلة في مبادئ السّلم والمصالحة والعيش في أمن وأمان، وصار أيقونة في تخطي محطات الفتن والظروف الأمنية الصعبة. وذكر والي العاصمة عبد القادر زوخ، على هامش الاحتفالية أن هذا اليوم الذي يحتفل به العالم باقتراح من الجزائر، يستمد من ثقافتنا المستوحاة من الدين الإسلامي الذي يحثنا على العيش في أمان ومحبة ورخاء وهدوء، وأن الجزائر التي مرت بالمأساة الوطنية أصبحت مضربا للمثل في الأمن والاستقرار، بفضل مشروعها السلمي، وأنه ينبغي علينا أن نبقى دائما نحافظ على مكتسباتنا، داعيا كل دول العالم إلى أن تحذو حذو الجزائر في هذا المسعى. كما ذكرت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي، أنه من حقنا أن نفتخر بأنفسنا كجزائريين صانعي السلام، وأن بلادنا دائما صاحبة المبادرات الرائعة، حيث تقرر بفضلها جعل 16 ماي من كل سنة يوما دوليا للتعايش، وأنها تعوّل كثيرا على الطفولة، من خلال زرع هذه المبادئ والأخلاق في هذه الفئة الناشئة. وقد طاف والي العاصمة، الذي كان مرفوقا بممثلي مختلف الأسلاك المدنية والعسكرية والمجتمع المدني، على المعرض الذي تم تنظيمه بساحة الوئام الوطني ببلدية سيدي امحمد، من طرف طلبة المدرسة العليا للفنون الجملية، وكذا التلاميذ المشاركين في مسابقة لهذا الغرض. كما استمتع الحضور بأناشيد وأغاني حول معاني السّلم والتعايش أدتها فرقة تابعة لمؤسسة "فنون وثقافة" وكذا عرض كوريغرافي تفنن فيه أعضاء فرقة بالي "فنون وثقافة" في رسم لوحات للرقص الشعبي تحمل مختلف الطبوع.