جددت الدولة التزامها المطلق بتنفيذ ما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بما يرمي إلى ترقية أطفالها ومحاربة تهميشهم، مع بذل كل الجهود لمنع استغلالهم في العمالة أو التسول وضمان حقوقهم المشروعة، حسبما أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية أمس من بومرداس، التي احتضنت الاحتفالات الرسمية باليوم العالمي للطفولة المصادف للفاتح جوان من كل سنة. اختير لاحتفالية عيد الطفولة لهذه السنة شعار "تمكين الأطفال من صناعة مستقبلهم". وحسبما ذكرت الوزيرة غنية الدالية أمس، فإن السلطات العمومية في بلادنا ملتزمة في هذا الإطار بتنفيذ ما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، مع سعيها الدائم لمحاربة كل أشكال العنف والتهميش واستغلال الأطفال أو كل ما قد يمس بسلامتهم الجسدية والمعنوية. وقالت بمناسبة إشرافها على إحياء الاحتفال بعيد الطفولة العالمي، إن قطاعها يسعى إلى تحقيق ذلك عن طريق تحيين الإستراتجية الوطنية لحماية الطفل ورفاهيته، انطلاقا من مراجعة الإطار التنظيمي الذي يحدد سير مؤسسات ومراكز استقبال الطفولة الصغيرة، من خلال إعادة النظر في طرق التكفل، وتوحيدها بما يضمن الاستجابة لمتطلبات العصر والحفاظ على ملامح الهوية والانتماء. الوزيرة، وفي معرض كلمتها، ذكّرت بمجمل الآليات التي وضعتها الدولة في سبيل ترقية حقوق الأطفال، بمن فيهم مجهولو النسب أو المتخلى عنهم لأسباب مختلفة، ومنها الشبكة المؤسساتية التي تحتضن هؤلاء الأطفال أو عبر نظام الكفالة، أو حتى عبر مراكز حماية ورعاية الشبيبة تحت وصاية القطاع، مع السهر على صحتهم وأمنهم ورفاهيتهم وتنميتهم المنسجمة من طرف فرق بيداغوجية متعددة الاختصاصات بدون إغفال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين قالت بشأنهم الوزيرة إن مصالحها توفر جميع الظروف لتلبية احتياجات هذه الفئة حسب طبيعة الإعاقة ودرجتها. واعتبرت غنية الدالية أن "رفاه الطفل يمر حتما عبر تمكين المرأة؛ كونها عصب الأسرة". وأفادت بأن هذا المنحى يأتي ضمن برنامج الحكومة الذي يطبقه قطاعها فيما يخص تقوية قدرات الأسرة ومدها بأدوات الاستقلالية والرقي ضمن مقاربة تشاركية، تترجَم عبر شبكة اجتماعية تسمح بالتغطية الاجتماعية للأشخاص المستفيدين وذوي حقوقهم. وقالت بأن المجموعة الوطنية والسلطات العمومية تبقى تتطلع إلى مزيد من العمل في إطار مخطط عمل الحكومة بالشراكة مع منظمات الأممالمتحدة؛ بغية تحسين مستوى التكفل بالطفولة الصغيرة ورعاية المراهقين واليافعين والشباب. وختمت الوزيرة كلمتها بالتأكيد على "الاستمرارية في الاستثمار في الطفولة؛ لأن العناية بها ضمان لغد زاهر وتأمين لمستقبل الوطن".