كشفت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة السيدة فاطمة الزهراء زرواطي أمس، أن مجلس الحكومة المقبل سيدرس اليوم (الثلاثاء) اقتراح اعتماد نص تنظيمي لاستغلال الغاز الصخري؛ لضمان الاختيار الأنسب للمواقع التي سيتم استخراجها منها، مع الحرص على عدم التأثير على البيئة، وهو ما يدخل في إطار مساعي الحكومة لحماية البيئة من كل أشكال التلوث. كما أكدت الوزيرة لدى نزولها ضيفة على فوروم الإذاعة للقناة الأولى، أن مصالحها أعدت كل الدراسات المتعلقة بمشروع استغلال الغاز الصخري، وتمت استشارة أهل الاختصاص وحتى المواطنين، لضمان عدم تسجيل آثار سلبية على الجانب البيئي. على صعيد آخر، أكدت زرواطي استغلال القطاع الفلاحي ل 400 ميغاواط من الطاقات المتجددة؛ لضمان توليد الطاقة في المستثمرات الفلاحية التي تقع في المناطق النائية، مع تدعيم السكن الريفي بالكهرباء. وقالت إن إنتاج الطاقات المتجددة سيرتفع إلى 27 بالمائة من مجمل إنتاج الطاقة سنة 2030، علما أن الوزارة بادرت بإرسال استبيان إلى كل الولايات، مس 700 شخص من بينهم الولاة، بهدف تحديد احتياجات كل منطقة للطاقات المتجددة مع رسم خطة واقعية. أما فيما يخص الاحتفال باليوم العالمي للبيئة الذي اختير له هذه السنة موضوع التغلب على التلوث البلاستيكي، فأكدت الوزيرة أن الحكومة خصصت منذ سنة 2000، ما يزيد عن ملياري دينار لإقامة البنى التحتية الخاصة برسكلة النفايات ومراكز الردم التقني، وهو ما سمح بالقضاء على ألفي مفرغة عشوائية. وسيتم عما قريب القضاء على أكبر مفرغة بوهران، بمنطقة الكرمة، التي تتربع على مساحة 58 هكتارا. نظام «إيكو جمع» للتحفيز على رسكلة البلاستيك قصد القضاء نهائيا على إنتاج الأكياس البلاستيكية الملوثة للبيئة، كشفت الوزيرة عن التحضير لنصوص تنظيمية وتطبيقية لنظام «إيكو جمع»، الذي من شأنه تحفيز المؤسسات المصغرة على الاستثمار في مجال رسكلة البلاستيك، مشيرة إلى أن الجزائر تستخدم 5,5 ملايير كيس بلاستيكي من أصل 500 مليار كيس متداول عبر عدد من دول العالم، وهو الوضع الذي يستوجب التدخل العاجل للرفع من قدرات رسكلة البلاستيك، من منطلق أن هذه الأكياس تُعد السبب الرئيس للفيضانات وانسداد مجاري الصرف الصحي. ويندرج نظام «إيكو جمع»، تقول زرواطي، في إطار تنفيذ القانون الصادر في 28 جويلية 2004 المتعلق بتحديد مواصفات الأكياس البلاستيكية. وسيقترح عقد بروتكول اتفاق مع مندوبين من مصنّعي الأكياس البلاستيكية؛ لتشجيعهم على رسكلة الأكياس المستعمَلة والاستفادة من تحفيزات جبائية. من جهة أخرى، أشارت زرواطي إلى تدعيم مركز الردم التقني لحاميسي، بجهاز خاص بغسل وإعادة تدوير 250 كلغ من منتجات البلاستيك في الساعة، وهو ما يعادل 250 طنا يوميا، وهي التجربة التي سيتم تعميمها على القطاع الخاص بهدف استعمال النفايات في إنتاج الطاقات المتجددة، مع ضمان المرافقة التقنية من طرف إطارات المركز الوطني لإنتاج التكنولوجيات الأكثر نقاء. وقصد وضع حد للنشاط الموازي في مجال إنتاج الأكياس البلاستيكية، كشفت الوزيرة عن التحضير لإعداد بنك معلوماتي يضمن بيانات كل المهنيين الرسميين في مجال تصنيع الأكياس والمهتمين برسكلة النفايات، على أن يتم في مرحلة ثانية، إنجاز مصنع لتثمين النفايات، يضم ولايات كل من الجزائر العاصمة، البليدة، بومرداس وتيبازة، يعمل على مرافقة مراكز الردم التقني في عملية التحول من الفرز اليدوي للنفايات إلى الفرز الأوتوماتيكي، ليتم تحويل النفايات لمنتوج اقتصادي قابل للتسويق. وتحت شعار «إذا لم تستطع إعادة استخدامه ارفض استعماله»، ستقوم غدا وزيرة البيئة والطاقات المتجددة رفقة والي ولاية الجزائر وعدد من نواب البرلمان بغرفتيه، بتوزيع 10 آلاف قفة يدوية مصنوعة من الدوم، على المواطنين عبر عدد من الأسواق الشعبية؛ في مبادرة لتحفيز المواطنين على استعمال المنتجات الحرفية والتخلي عن ظاهرة اقتناء احتياجاتهم في الأكياس البلاستيكية.