وضعت "مكتبة 88" التابعة ل«دار الحكمة" والمتواجدة بشارع "ديدوش مراد" برنامجا ثريا، مع تقديم آخر الإصدارات لتكون في موعدها مع الوافدين إليها من زوار وسياح طيلة موسم الصيف. كما تسعى هذه المكتبة العامة إلى الترويج للكتاب وترقيته من خلال العديد من الأنشطة المرافقة، والوقوف عند مختلف المناسبات التي يتم إحياؤها. التقت "المساء" في بهو المكتبة بمليكة صادق، المكلّفة بتسيير هذا الفضاء الذي كان تابعا لاتحاد الكتاب الجزائريين، ثم استأجرته منه "دار الحكمة" للنشر والترجمة. أشارت محدثة "المساء" إلى أنها تشرف على هذا الفضاء منذ أكتوبر الماضي، علما أن لها تجربة سنوات في مكتبات أخرى، منها مكتبة "الفنون الجميلة" ومكتبة "الاجتهاد". كما أكدت السيدة صادق أن مهمة المكتبي تتمثل في كونها حلقة وصل بين القارئ والناشر، علما أن للمكتبة دور علمي وثقافي واجتماعي وتقدّم خدماتها للقراء بكافة شرائحهم ومستوياتهم، وفي هذا المضمون تعمل المكتبة على تهيئة كافة مستلزماتها المادية للنهوض بمهنة الكتاب وترقيتها، كي تؤسس لها قاعدة جماهيرية عريضة. يعتمد المكتبي على المهارات الفنية المستندة على أساس علمي وتقني، وعلى التدريب والخبرة الميدانية وامتلاك المهارات الفنية والتقنية، وتوظيفها لتقديم أفضل الخدمات، وقالت صادق بأنّها حين تستلم كتابا وتستلم معه "كاتالوغا" تطلع عليه بقراءة عامة، ثم تقوم بتوجيه القراء إليه مباشرة باعتباره "الهدف"، وأحيانا يتم العكس إذ أن القراء هم من يطلبون هذا الكتاب أو ذاك، ثم يطلبون النصيحة أو الاستشارة منها، حينها تكون عندها معطيات عن الكتاب، بعدما اطلعت على مضمونه سواء تعلق الأمر بكتاب تقني أو كتاب أدب أو مطالعة عامة أو في الترفيه، أو في غيرها من الفنون والمعارف. تقوم صادق أيضا ضمن مهامها بتقديم كل جديد في عالم النشر للقراء، على اعتبار أن المكتبة فضاء ثقافي يلتقي فيه الطلبة والمواطنون العاديون والنخبة من "الأنتليجانسيا"، ليثار النقاش حول ما يقدم، علما أن "دار الحكمة" للنشر كانت قد افتتحت المقهى الأدبي بالتعاون مع اتحاد الكتاب الجزائريين، يلتقي فيه المثقفون على مختلف أجناسهم الأدبية والفروع المعرفية، وعلى اعتبار المقهى الأدبي فضاء للتواصل والحوار وموعدا للإصدارات ومساحة للتقارب عبر نقاش ثقافي وقراءات إبداعية. أوضحت محدثة "المساء" أن هناك التزاما بأجندة ثقافية للمكتبة، يتم من خلالها تنظيم الفعاليات من لقاءات ومحاضرات وبيع بالإهداء وغيرها، ومن ضمن ما تمّ تنظيمه، إحياء مناسبة اليوم العالمي للكتاب، حيث استقبلت المكتبة الأستاذ حكيم تاوزارت الذي قدم حوصلة عن واقع الكتاب في الجزائر منذ فترة التسعينات. أما بالنسبة لبرنامج موسم الصيف، فقالت صادق بأن الطلب سيتغير مع العطلة، إذ خلال الموسم الاجتماعي الممتد على طول السنة، تكون هناك العديد من الطلبات، خاصة من جمهور الطلبة، كل يبحث عن عنوان في مجال اختصاصه، أما عموم الجمهور فتشده كتب السياسة وأحداثها الراهنة وكتب التاريخ، لكن في الصيف تروج كتب الأدب، وعلى رأسها الرواية باللغة العربية والفرنسية وحتى الإنجليزية التي غالبا ما تقرأ على الشاطئ، زد على ذلك وفود السياح الأجانب إلى العاصمة صيفا، حيث يطلبون كتبا بعينها، مثل كتب فن الجزائر وكتب التراث والطبخ والبطاقات البريدية والسياحية. تبرمج أيضا مواعيد البيع بالإهداء في إطار ترقية الكتاب والترويج له، حيث تشير مليكة صادق إلى أن الناشرين يتصلون بالمكتبة للاتفاق على تنظيم لقاء على شرف كتاب جديد، وتصف هذا الحدث ب«سابع المزيود"، وبالفعل يتم تقديم الكتاب ومعه مؤلفه، وسيتم قريبا إطلاق مشروع مع الطلبة وجمعيات الشباب والناشرين، حيث يتم اقتراح كتاب ما وإعطاء القراء مهلة 20 يوما لقراءته، ثم يستضاف صاحبه لفتح نقاش مباشر معه، كي يستمع بدوره لآراء قرائه، وهو نشاط يتجاوز عملية البيع بالإهداء. كما سيتم في الأيام القليلة القادمة، تقديم كتاب من طرف مدير "دار الحكمة"، السيد أحمد ماضي، بعنوان "معطوب الشاعر والصوت والمناضل"، تزامنا وذكرى اغتياله بحضور المؤلف الذي سيأتي من فرنسا ليبيع كتابه بالإهداء بمقر المكتبة، وفي يوم المجاهد المصادف ل20 أوت، سيتم استقبال الكاتبة يمينة شراد لتقديم كتابها "ست سنوات في الجبل" الصادر عن دار الحكمة وسيُفتح حوار معها. طاولة العرض واجهة المكتبة أشارت صادق إلى أنّ طاولة العرض المنصوبة بوسط بهو المكتبة، تحوي أهم الكتب الصادرة سنة 2018، كي يلتفت إليها القارئ، كما تضع صادق على الطاولة الكتب التي تراها مهمة ومؤثرة وتنصح الوافدين بقراءتها لأهميتها، ومن ضمن ما تضع الآن مثلا، كتاب عبارة عن ريبورتاج للراحل ألبير كامو أنجزه عند تخرجه من معهد الصحافة سنة 1938، حيث عاش 15 يوما بمنطقة القبائل ورأى فيها مآس إنسانية وبؤسا سببه المستعمر، وقد نشر في "ألجيري ريبوبليكان" وتعرض بسببه للمضايقات، هناك كتاب آخر عن الدقائق الأخيرة لاتفاقيات إيفيان، وهكذا فإن محتوى الطاولة يتغير باستمرار. أما الواجهة الخارجية، فتقدم الإصدارات الجديدة وبها ركن خاص بموضوعات مناسباتية، منها مثلا شهر التراث بالتعاون مع المتاحف، ويوم 5 جويلية قريبا وعيد الطفولة أو البيئة، وهكذا، لتوجيه الجمهور والترويج لهذه الفعاليات. أما الرفوف، فتحوي عشرات الكتب في شتى المعارف والفنون، منها في الدين والروحانيات والتنمية البشرية والهندسة والموسيقى والفنون الجميلة والأدب والترجمة وغيرها، إضافة إلى إصدارات مركز دراسات الوحدة العربية التي تعد "دار الحكمة" ممثلها في الجزائر. ❊مريم.ن