بدأت الشواطئ الأربعة المسموحة بها السباحة ببلدية زرالدة (غرب العاصمة)، في استقبال أولى وفود المصطافين لموسم 2018، الذين وجدوا مواقعهم المفضلة جاهزة، مع تواصل العمل على تفاصيل تزيين المحيط ورفع النفايات، وشكّل توافد أولى العائلات على شاطئ "خلوفي 1 و2" بالنسبة للشباب العامل هناك، إعلانا عن بداية موسم صيفي توقعوا أن يكون "حافلا بالنشاط وكثيفا من حيث الزوار"، على حد تعبير أحد حراس مواقف السيارات الذي استقبل زوارا، اغتنموا مرحلة الهدوء التي تسبق "ذروة النشاط والزيارات" لشواطئ زرالدة، بحكم قربها من العاصمة. عند مدخل "خلوفي 2" كانت شاحنة صهريج تسقي التربة الحمراء والنباتات الموسمية التي غٌرست بالمناسبة، واتضح تغيّر في المنظر العام لهذا المسلك الطويل المؤدي إلى الشاطئ، حيث عبدت الطريق ودهن الرصيف وانتزعت الأعشاب الضارة من الحواف. على امتداد المسلك المزفت للشاطئ العائلي "1"، تم تثبيت أعمدة إنارة عمومية من نوع "لاد" ذات خاصية اقتصاد الطاقة، أثلج صدر الزوار الذين عبروا عن "ارتياحهم" لتكثيف الإنارة، تأمينا للأسر والأشخاص الذين يفضلون إطالة البقاء في الشاطئ إلى ساعات متقدمة من الليل. بالقرب من فندق "الرمال الذهبية"، سجل تواصل أشغال إعادة تهيئة هذه المؤسسة الفندقية التابعة للمركب السياحي، وهي التي كانت تشكل فيما مضى، مقصد العديد من العائلات والمغتربين لقضاء عطلتهم السنوية. تجهيز الشواطئ وحمايتها من التلوث البيئي أكدت رئيسة لجنة البيئة بالمجلس الشعبي البلدي لزرالدة، السيدة فتيحة لعرينونة، أن تحضيرات موسم صيف 2018 "بدأت منذ نهاية أفريل المنصرم، وتتواصل إلى غاية انتهاء فترة العطل"، وتم "تجنيد كافة الطاقات البشرية والمادية لتحسين ظروف الاستقبال والخدمات"، وتوضح "تعمل المصالح المحلية رفقة مؤسسات الولاية، على تجهيز كل المرافق، حيث تكفلت مؤسسة النظافة الحضرية وحماية البيئة لولاية الجزائر بتحليل نوعية مياه البحر، وأجازت بذلك السباحة في 4 شواطئ هي؛ خلوفي "1" و«2"، والشاطئ العائلي "1" و«2"، ومنعتها بشاطئ "الرماية"، وقامت الوكالة الوطنية للنفايات بجمع النفايات الصلبة التي أفرزها البحر خلال الشتاء الماضي، ناهيك عن تسخير دوريات للنظافة والتهيئة مشكلة من أعوان البلدية وعمال مصالح "إكسترانات" و«أسروت"، وغيرها من المؤسسات المتخصصة. كما أن غرف التبديل والمرشات، وكذا المكاتب المخصصة لوحدات الدرك الوطني والشرطة والحماية المدنية، أصبحت جاهزة، علاوة عن مكتب تنسيق تابع للبلدية من أجل النظر في شكاوى المواطنين، وقد عين لأجل المهمة "3 مسيري شواطئ مهمتهم المراقبة والتنسيق مع المصالح المعنية". تضيف السيدة لعرينونة "تكفلت مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري للعاصمة، بتسيير مواقف السيارات التابعة لكل شاطئ، مقابل تذكرة (150 دج). أما استغلال الطاولات والكراسي، فكانت من مهمة ديوان حظائر الرياضات والتسلية للجزائر (أوبلا). بخصوص تنشيط محيط الشواطئ، لتشجيع المصطافين على العودة، أوضحت المسؤولة أن "برنامجا جواريا كثيفا"، تم تسطيره بالتنسيق مع جمعيات بيئية، يهدف إلى "تحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على نظافة المكان واحترام رمي النفايات، في حاويات الفرز الانتقائي التي وضعت بالقرب منهم". المعروف أن بلدية زرالدة تضم 3 أودية ذات نشاط معتبر، أولها "وادي مزفران"، ثم "وادي سيدي منيف" وكذا "وادي العقار"، وتصب كلها في البحر، وقد لوحظ بمقربة خلوفي "2" صعود روائح كريهة مزعجة، قالت بخصوصها مسؤولة البيئة، بأن مصدرها وادي مزفران، مؤكدة أن هذه الوديان "خالية من أية سوائل ملوثة". من جهته، طمأن مندوب البيئة على مستوى البلدية محمد عيساني، قائلا بأن مياه الأودية يتم "تصفيتها بالكلور وغيرها من المواد، للقضاء على المواد السامة وإفرازاتها المضرة بالبيئة والأفراد"، مشيرا إلى جهود مصالح الموارد المائية لولاية الجزائر وإلى "الدور الذي سيلعبه" مركز الردم التقني من الصنف "2" بمنطقة حميسي (بلدية المحالمة). كشف رئيس بلدية زرالدة، السيد طارق بن يزار، عن أنه سيتم خلال أيام تخصيص مساحة معتبرة من شاطئ خلوفي "2" للنساء "في سبيل تشجيع ربات البيوت والفتيات على الاستجمام والراحة وضمان راحتهن وأمنهن"، واعتبرها مبادرة "أولى من نوعها" ستستمر على مدار الموسم. تتوقع بلدية زرالدة إقبالا ملفتا للمصطافين قد يصل، حسب المتحدث، إلى مليون مصطاف، على غرار الموسم السابق. ❊ (و.ا)