أكد الوزير الأول، السيد أحمد أويحيى، بنواقشوط أن الجزائر «لن تقبل بإقامة مراكز للمهاجرين غير الشرعيين» على أراضيها، موضحا أن موقف الجزائر حول هذا الموضوع قد عبر عنه من قبل وزير خارجيتها. وقال في تصريح وجيز للصحافة الدولية حول موضوع «مراكز الإنزال للمهاجرين غير الشرعيين» أن «موقف الجزائر حول هذا الموضوع قد عبر عنه قبل يومين وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل ولن تقبل الجزائر بإقامة مراكز من هذا النوع» مضيفا أن «الأوروبيين بصدد البحث عن مكان لإقامة مراكزهم». وكان وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل، قد أكد يوم الأربعاء الماضي في حوار مع الإذاعة الفرنسية «آر أف إي» بخصوص أزمة الهجرة أنه «من المستبعد أن تفتح الجزائر أي منطقة احتجاز»، مبرزا في هذا الصدد أن الجزائر تواجهها نفس مشاكل أوروبا. كما أكد السيد أويحيى، أمس بنواشوط، على «الدور المحوري» للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في تجسيد مسار الإصلاح المؤسساتي للمنظمة الإفريقية. وتدخل السيد أويحيى بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، في أشغال القمة ال31 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في إطار دراسة رؤساء الدول والحكومات لمسالة الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الإفريقي على ضوء التقارير التي قدمها الرئيس الرواندي بول كاغامي الرئيس الحالي للاتحاد، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد. كما أشار السيد أويحيى إلى «ضرورة» الحفاظ على التجذر الديمقراطي لعمل المنظمة الإفريقية من خلال المحافظة على نمط الانتخابات لمناصب مفوضي الاتحاد الإفريقي. وأكد في ذات السياق على الطابع الاستراتيجي للإصلاح المؤسساتي للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى دعم الجزائر لهذا المسار ولجهود الرئيس بول كاغامي الذي كلف بالقيام به بالتشاور مع الدول الأعضاء ومفوضية الاتحاد الإفريقي. أما بخصوص تمويل الاتحاد الإفريقي فأكد الوزير الأول على أهمية تبني «موقف مرن» بخصوص طريقة دفع البلدان الأعضاء لاشتراكاتها المالية و ذلك في «الآجال المحددة». كما جدد الوزير الأول السيد أحمد أويحيى دعم الجزائر للاتحاد الإفريقي من أجل تسوية الأزمة في جنوب السودان والتوصل إلى حل على أساس الاتفاقات المبرمة تحت رعاية السلطة الحكومية المشتركة من أجل التنمية، مؤكدا على ضرورة منح مبدأ الأسبقية للاتحاد الإفريقي في إدارة الأزمات وكذا تضافر جهود منظمة الأممالمتحدة والشركاء من أجل تعزيز دعم هذا المسار. وأشاد السيد أويحيى خلال أشغال اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول جنوب السودان التي انعقدت في إطار القمة ال31 لرؤساء الدول وحكومات الاتحاد الإفريقي المنظمة بنواقشوط التي انطلقت أمس، بالجهود التي تقوم بها الإيغاد وكذا الاتحاد الإفريقي واللجنة الرفيعة المستوى، والعمل «المتميز» المنجز بهدف استتباب الاستقرار والأمن في جنوب هذا البلد. حيث تعد الجزائر عضوا في هذه اللجنة الخماسية ممثلا لمنطقة شمال إفريقيا إلى جانب جنوب إفريقيا ونيجيريا ورواندا والتشاد. الوزير الأول يتحادث مع عدة رؤساء أفارقة كما تباحث الوزير الأول مع رؤساء الدول الأربعة المسائل الرئيسية المسجلة في جدول أعمال قمة الاتحاد الإفريقي ال31 لاسيما الإصلاح المؤسساتي لمنظمة الاتحاد الإفريقي وكذا تطبيق منطقة التبادل الحر القاري بالإضافة إلى قضية الصحراء الغربية. وجدد رؤساء الدول التزامهم من أجل تطوير علاقات التعاون الثنائي والتشاور المنتظم مع الجزائر، راجين من السيد أويحيى أن ينقل كل الاحترام والتقدير الذين يكنونه لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، مع تمنياتهم بالتقدم للشعب الجزائري. ومن جهة أخرى، التقى رئيس الهيئة التنفيذية على هامش قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي عدة رؤساء أفارقة الذين نقل لهم التحيات الأخوية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وبصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، التقى السيد أويحيى كل من الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا والرئيس الكونغولي دينيس ساسونغيسو والرئيس الزيمبابوي إيميرسون منانغاغوا وكذا الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي. وبعد أن نقل الوزير الأول لكل من هؤلاء الرؤساء التحيات الأخوية لرئيس الجمهورية وكذا تمنياته بالنجاح للقمة 31 للاتحاد الإفريقي، تطرق السيد أويحيى مع رؤساء الدول الإفريقية إلى العلاقات الثنائية وطرق وسبل تعزيزها، مجددا في هذا الصدد «تمسك الجزائر بتعزيز روابط الأخوة والتضامن التي تقيمها مع هذه البلدان». للإشارة، يعكف القادة الأفارقة أثناء هذه القمة التي تختتم اليوم على القضية الشائكة المتعلقة بالمخدرات لجعل القارة موطن السلم والاندماج والتنمية الاقتصادية، فانه على إفريقيا التي تواجه مختلف الأزمات أن تعطي الأولوية للحوار لحل النزاعات بإيجاد حلول إفريقية بحتة. وفي هذا الإطار، ستكون مسألة الصحراء الغربية في صميم الاهتمامات لأنها ستدرج لأول مرة «كبند قائم في حد ذاته ومنفصل» عن المسائل الأخرى المدرجة في جدول أعمال القمة ال31 للاتحاد الإفريقي.