ظل جنس المولود هاجسا يشغل المجتمعات عبر مختلف العصور، بل ومسؤولية تتحمل المرأة تبعاتها.. فإذا كان المولود ذكرا تعالت الزغاريد وارتسمت الابتسامة وأقيمت الولائم، أما إذا كان أنثى اسود الوجه وهو كظيم! وبقي الحال كذلك إلى أن أنقذ الإسلام البنت من جريمة الوأد.. ثم جاء العلم لينصف مرة أخرى المرأة من خلال إقرار مسؤولية الرجل في تحديد جنس الجنين. ورغم ذلك مايزال الجهل في المجتمع يعمل ضد المرأة ويصر على تحميلها المسؤولية في أمر يعود فيه الاختيار للخالق، ونتيجة هذا الجهل هو أن الكثير من النساء دفعن ثمن التشاؤم من إنجاب الإناث بورقة الطلاق.. أما أسوأ ما في الأمر هو أن يستمر استفحال هذه الظاهرة رغم ارتفاع المستوى التعليمي، وأن يدفع تأثير هذه المشكلة المؤرقة بالمرأة إلى وضع حد لحياتها، وهو ما حدث بالضبط مؤخرا بتلمسان، حيث انتحرت إحدى الأمهات مباشرة بعد أن أنجبت البنت الخامسة، وذلك حتى لا تكابد مجددا العذاب النفسي الذي تسببه لها تعاليق الأفراد المحيطين بها، والتي لا تمت بأي صلة لتعاليم ديننا الذي ينكر التفريق بين الذكر والأنثى.. ولا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا" . من المؤسف أن تصطدم المشيئة الإلهية والحكمة النبوية في زمن الثورة المعلوماتية بذهنيات بالية لا تعترف بأن المرأة شقيقة الرجل، وأنه لا يمكن لجنس أن يكون كاملا بدون نصفه الآخر.. فالخليقة بدأت بآدم وحواء لأن العالم جميل بفضل هذا التنوع.. والمجتمع بدون المرأة مصدر الرقة والحنان والأمومة سيتحول بلا شك إلى جليد بل ولا يمكن بناؤه أصلا!.. فلماذا الإصرار على العودة إلى الجاهلية وتخريب البيوت برفض نعمة الأنثى؟!.. أما اللغز المحير هو: كيف ترفض الأنثى أن تنجب أنثى؟.. فهل هو استسلام لأعراف المجتمع أم احتقار للذات؟!!