كشف مدير الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، وكالة ولاية الجزائر، السيد إدريس محفوظ، أمس، أن الصندوق تكبّد خسائر فاقت 10 ملايير سنتيم، نتيجة للتجاوزات والاستعمال المفرط لبطاقة الشفاء على مستوى العاصمة، في الفترة الممتدة من جانفي إلى 31 ماي 2018، مؤكدا أنه تم استرجاع أكثر من خمسة ملايير سنتيم من هذا المبلغ، وذلك بحوالي 53 بالمائة. وأوضح المتحدث في ندوة صحفية، عقدها بمقر الصندوق الوطني للتأمينات وكالة الجزائر، بمناسبة أيام تحسيسية وإعلامية لفائدة المؤمنين لهم اجتماعيا، والصيادلة المتعاقدين تحت شعار" الضمان الاجتماعي حق مكتسب لنحافظ عليه"، أن الصندوق تكبد أيضا خسائر أخرى ناتجة عن الاستعمال المفرط وغير القانوني لدواء "لريكا"، قدرت بحوالي مليار و700 مليون سنتيم، تورط فيها 22 شخصا، حيث يتم استخدام هذا الدواء الذي يخفف آلام بعض الأمراض كمهلوس، بتواطؤ من قبل بعض الصيادلة. وأشار مدير "كناص" ولاية الجزائر، أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة المتورط الحقيقي في قضيتين تخص دواء "لريكا"، والموجودتان على مستوى المحاكم، الأولى تورط فيها 18 شخصا، وكبدت الصندوق خسائر بحوالي مليار و422 مليون سنتيم، وقضية ثانية تورط فيها أربعة أشخاص، وكلفت أيضا أكثر من 2 مليون دينار، مؤكدا تورط بعض الصيادلة الذين يبيعون الأدوية بطرق غير قانونية، على غرار دواء "لريكا" الذي يستعمل كمهلوس، عوضا من تخفيف ألم بعض الأمراض، من طرف أشخاص مجهولي الهوية أو أبناء المؤمنين اجتماعيا، باستعمال بطاقة الشفاء وبالتحايل مع بعض الصيادلة. وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث أن 1500 بطاقة شفاء تم تجميدها من جانفي إلى 31 جوان الأخير، نتيجة لاستعمالها غير العقلاني والمفرط من طرف أصحابها، ومحاربة هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن الوكالة بادرت بمراسلة المصابين بالأمراض المزمنة، وتنبيههم بتجاوز المبلغ المحدد في البطاقة، حيث تم إرسال 150 ألف برقية كتابية خلال أسبوع، في انتظار الشروع في إرسال رسائل نصية قصيرة للمعنيين قريبا. في سياق متصل، كشف إدريس محفوظ، عن انطلاق عملية تفعيل بطاقة الشفاء في الأيام القليلة القادمة على مستوى الصيدليات، عبر كافة التراب الوطني لتسهيل المهمة على مستعملي هذه البطاقة، مشيرا إلى أن لجنة وطنية على مستوى وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، تدرس حاليا الأدوية التي تكون مرخصة وتمنح ببطاقة الشفاء، حيث أنتجت وكالة الجزائر 879322 بطاقة، إلا أن أكثر من 47 ألف و346 بطاقة لم يتم سحبها من طرف أصحابها، ومنه 29 ألف و717 بطاقة تخص الطلبة الجامعيين. وبخصوص الحملة التحسيسية، التي انطلقت في 11 جويلية الجاري، وتتواصل إلى غاية 31 من نفس الشهر، ذكر ذات المسؤول أن الغرض منها، هو الحد من المعاملات غير القانونية والتجاوزات التي تخل بالتوازنات المالية للصندوق، كاحتفاظ الصيدلي ببطاقة شفاء المؤمنين، وتوعية المؤمنين لهم اجتماعيا حول الاستخدام العقلاني وغير المفرط لهذه البطاقة، كون استعمالها يكون شخصيا، ويمنع استعمالها من قبل الغير وتركها تحت تصرف ممتهني الصحة المتقاعدين مع الصندوق . زهية. ش