تم خلال عطلة نهاية الاسبوع المنصرم تصريف ما يزيد عن 150 قارورة غاز البوتان بمدينة بومرداس، وقال عامل بمحطة نفطال إنه تم تسجيل ذروة بيع هذه القارورات مساء الأربعاء وصباح الخميس بسبب الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة، وأشار إلى أن هناك قرابة عشرين شاحنة تجوب مناطق وأحياء خارج المدينة لتزويد السكان بهذه المادة التي أصبحت أكثر من ضرورية في فصل البرد والصقيع نظرا لانعدام غاز المدينة في تلك المناطق. ويعاني الكثير من الذين يقطنون بالشاليهات أو البيوت القصديرية أو الطينية من البرد الشديد والصقيع في هذا الفصل من السنة، وتظهر معاناتهم أكثر مع انعدام وسائل التدفئة وكذا غاز المدينة، ما يجعل أغلبهم يعتمدون على غاز البوتان للتدفئة، المادة التي يكثر عليها الطلب أيام البرد والصقيع فتصبح من المنتوجات النادرة خاصة وأن عطلة نهاية الأسبوع الباردة تزامنت مع انتهاء الاحتفال بعيد الاضحى الذي تملي الحاجة فيه ضرورة التزود بقوارير غاز البوتان. وأكد لنا عامل بمحطة نفطال بمدينة بومرداس التي سجلت في ذات الفترة انخفاضا محسوسا لدرجات الحرارة أنه تم تصريف صبيحة الخميس حوالي 60 قارورة غاز في ظرف 30 دقيقة فقط، الامر الذي جعل إدارة المحطة تلجأ للتزود بقوارير الغاز 5 مرات متتاليات تحسبا لارتفاع الطلب، واضطر المواطنون للتراص في طابور طويل أعاق سير المركبات داخل المحطة للتزود بالوقود أو البنزين. وحدثنا جمع من سكان البيوت الجاهزة بقورصو عن معايشتهم للبرد، فقالوا إنه بالإمكان التأقلم مع الحرارة مهما ارتفعت درجاتها، بالبحث عن مصدر انتعاش، كشرب مياه باردة أو القيلولة في الظل أما البرد القارس فلا يمكن بأي حال من الأحوال "التعايش" معه، ويحتال بعض هؤلاء على هذا الطقس البارد بإشعال فرن الطباخة حتى يبعث القليل من الدفء كون مدفئة واحدة قد لا تفي باالغرض، فيما يلجأ آخرون إلى الاعتماد على الفرن "الطابونة" للتدفئة والبعض الآخر يلجأ إلى المدافئ الكهربائية التي تقتضي شراء أكثر من بطاقة تزود بالكهرباء نظرا لاستهلاكها الواسع لهذه الطاقة، وكل حسب إمكانياته ويشير المتحدثون إلى أن الغازات المنبعثة عن التدفئة تحدث فقاعات تتراكم على جدران البيت الجاهز وتتساقط على كامل الأرجاء. وأشار متحدثون في السياق إلى الاهتراء الكبير الذي تعرفه تلك البيوت التي قالوا إن مدة صلاحيتها قد انقضت نظرا لاهتراء أرضيتها وكذا أسقفها التي تتسرب منها قطرات الأمطار، وذلك رغم الإصلاحات الكثيرة التي أدخلت عليها. وقد انخفضت درجات الحرارة نهاية الاسبوع المنصرم إلى مستويات قياسية بفعل تقلبات الطقس والامطار الغزيرة التي تسببت في قطاع بعض الطرق المؤدية من وإلى بعض المدن بالضاحية الشرقية للعاصمة كمدينة قورصو التي يتكرر بها كل موسم الشتاء فيضان الوادي الذي يمر عبرها، ما جعل عناصر الحماية المدنية والدرك الوطني يتأهبون للتدخل عند أي حالة طارئة خاصة لإجلاء السكان القاطنين على حافة الوادي. وفضل الكثيرون التزام بيوتهم وتجنب الخروج بسبب سوء الأحوال الجوية التي كانت جهة أخرى سببا في انزلاق التربة وخلّفت ازدحاما كبيرا في سير المركبات، فبدت الشوارع صبيحة الخميس المنصرم شبه خالية إلا من بعض الذين اضطروا للخروج لاقتناء المستلزمات الضرورية.