اعتبر رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان السيد فاروق قسنطيني أمس ترقية حقوق الإنسان " مستقبل الجزائر ومكسبا هاما بالنسبة لها" · وأوضح السيد قسنطيني في كلمة ألقاها خلال انطلاق اليوم الدارسي حول "مكانة حقوق الإنسان في ظل الإصلاحات بالجزائر" أن " كل واحد منا في موقع مستواه لا يمكن أن يتردد لاحترام هذه الحقوق"بصفة عامة نظرا لأهميتها في استقرار المجتمع· وفي هذا الإطار يرى رئيس اللجنة ضرورة دعوة المجتمع المدني للمشاركة بجدية في"النضال المستمر لترقية حقوق الإنسان ونشر قيم العدالة وتكريس مبادئ احترام الآخر"، مشيرا إلى انه في الجزائر يوجد "رجال ونساء قادرون على إرساء دولة الحق والسهر على صيانتها وبقائها " · وأكد نفس المتدخل في هذا اللقاء الذي نظمته اللجنة بمناسبة إحياء الذكرى ال59 للإعلان الدولي عن حقوق الإنسان على أهمية تقديم مجهودات اكبر للتوصل إلى اعتماد ديمقراطية حقيقية وتحقيق المساواة في مختلف المجالات · وبعد أن ذكر بكل الجهود التي بذلت على المستوى الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والتي توجت بالاعلان الدولي عن حقوق الإنسان، أشار السيد قسنطيني إلى النقائص المسجلة في الجزائر في مجال هذه الحقوق نظرا للظروف تاريخية لاسيما أثناء الوجود الاستعماري الذي يعد من الأسباب الرئيسية لهذا التأخر· غير أنه أشاد بكل الجهود التي بذلتها الدولة خلال العشرية الماضية والتي توجت، كما قال ب"نتائج ايجابية " في مجال إرساء دولة الحق استجابة لمتطلبات المواطنين ولاسترجاع مكانتها في الحقل الدولي في هذا الميدان " · وأكد من جهة أخرى أن الجزائر التي عملت دوما على مساندة الشعوب المستضعفة لتقريرمصيرها بإمكانها ايضا، كما قال أن تواصل مسارها النضالي لحماية حقوق الاشخاص· وألح في هذا السياق على ضرورة تجاوز الخطابات والتوجه نحو الواقع المعيش والملومس للمواطنين في ميدان حقوق الانسان· وفي هذا الاطار تطرق السيد قسنطيني الى الاصلاحات التي مست قطاع العدالة والاحكام الخاصة بالقضاة خلال هذه السنوات الاخيرة حتى يصبحوا كما قال " المدافعيين الاوائل على حقوق الانسان " مبرزا في نفس الوقت اهمية تعزيز دور المحامين للمساهمة في "الحفاظ على الحرية الفردية للاشخاص" · من جهته، أكد السيد محمد كمال رزاق بارة مستشار برئاسة الجمهورية في محاضرة بعنوان "الحقيقة غير الانتقائية والعدالة غيرالعقابية في تفعيل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" انه "لا يمكن تصنيف المواجهة الداخلية التي كانت الجزائر مسرحا لها خلال التسعينات كحرب اهلية" · وأشار في هذا السياق الى ان الشعب الجزائري لم يتردد في الاستجابة لنداء رئيس الجمهورية "لطي صفحة الماضي دون تمزيقها وعبر عنه بواسطة الاستفتاء لخوض مسعى جديدا لتحقيق المصالحة الوطنية"، لانه "لاسبيل الى تضميد الجروح التي خلفتها المأساة الوطنية من دون هذه المصالحة"، كما قال