أكد وزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان، أول أمس، بعنابة، أن دائرته الوزارية تتابع ملف تطوير النقل البحري باهتمام كبير، بهدف تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة معدل تسويق الثروات عبر هذا الفضاء الحيوي. واعتبر السيد زعلان، خلال زيارته التفقدية إلى الولاية، بأن ميناء عنابة يعتبر محطة إستراتيجية وقوية يعتمد عليها لترقية نشاط التجارة الخارجية، مبرزة أهمية قدرات هذا الفضاء والتي تفوق 5 ملايين طن من السلع سنويا. وتفقد الوزير، بالمناسبة، مشروع إنجاز المحطة البحرية الجديدة والذي يعرف تقدما محسوسا في نسبة الأشغال، وكذا عمليات أخرى تشمل إنجاز مراكز رسو السفن وزيادة عمق الميناء وتوسيع فضاء استقبال الحاويات، مشيرا إلى أن هذه العمليات ستعمل على مضاعفة طاقة استيعاب الميناء إلى 11 مليون طن سنويا، خاصة مع الشروع في استغلال منجم الفوسفات وما يترتب عن ذلك من توسيع قدرات تصدير الحديد عبر الميناء، إضافة إلى جعله منصة هامة لتصدير منتوجات الصناعة الغذائية. في سياق متصل، أوضح السيد زعلان بأن الدراسات التقنية والتدقيقية المتعلقة بعملية توسيع الميناء تم الانتهاء منها، مشيرا إلى أن المحطة البحرية الجديدة التي يجري إنجازها بميناء عنابة تعد واحدة من ضمن 7 محطات جديدة ستتدعم بها الموانئ الجزائرية، حيث سيتم حسبه، قريبا، استلام محطتين بحريتين لنقل المسافرين بالعاصمة وبجاية. كما أعلن الوزير عن مشروع ربط ميناء عنابة بالخط المنجمي الذي يمر عبر بوشقوف وسوق أهراس ومداوروش وواد الكبريت وتبسة ويمتد إلى غاية جبل العنق على مسافة 388 كلم، فضلا عن مواصلة عملية عصرنة ازدواجية السكة الحديدية مع إعادة تجديد نظامي الاتصال والإشارة، «حتى يكون هذا الخط مهيأ لنقل الكميات اللازمة من الفوسفات والحديد من منجم الونزة وجبل بوخضرة» . وشدد الوزير بالمنسبة على الأولوية التي يمنحها القطاع لعصرنة ميناء عنابة من خلال زيادة عمقه إلى أن 16 مترا، مشيرا إلى أن هذه العملية ستسمح برسو البواخر الكبيرة التي تصل سعتها إلى 150 ألف طن، ما يسمح، حسبه، من زيادة أرباح الميناء على اعتبار أن تكلفة الطن الواحد تقدر ب24 دولار. ولفت السيد زعلان إلى أن نفس الأهمية توليها الدولة لتطوير قدرات الفضاءات المرفئية الوطنية، مشيرا إلى أنه ضمن هذا المسعى تندرج عمليات تطوير ميناء جن جن بجيجل وإنجاز الميناء الجديد بمنطقة الحمدانية بشرشال، حيث أبرز في نفس الصدد أهمية مثل هذه المشاريع الهيكلية ذات البعد الوطني والمتكاملة مع مشاريع أخرى على غرار تلك التي تخص خطوط السكة الحديدية. وعاد الوزير في لقائه بممثلي الصحافة الوطنية، للحديث عن أن مشروع انجاز إزدواجية السكة الحديدية بالخط الذي يربط عنابة برمضان جمال بولاية سكيكدة على مسافة 92 كلم، منها أكثر من 37 كلم بولاية عنابة، مشيرا إلى أن هذا المشروع الذي يعرف عمليات عصرنة، بلغت نسبة تقدم أشغاله بالمقطع الخاص ببلدية برحال إلى غاية رمضان جمال بسكيكدة حوالي 78 بالمائة، في حين ستنطلق، حسبه، الأشغال التي تخص المقطع الرابط بين مدينة عنابة ووادي زياد على مسافة 13 كلم مطلع السنة القادمة. وأكد السيد زعلان بأن كل المشاريع الخاصة بالنقل بالسكك الحديدية ستعمل على فك العزلة عن القرى وتحسين شرايين النقل وتثمين طاقات السياحة بالولاية الساحلية، مذكرا بالمشروع الطريق الذي أعطى إشارة انطلاقه مؤخرا والمتعلق بربط رأس الحمراء بشاطئ واد البقرات على مسافة 6,7 كلم، وكذا مشروع إنجاز المحول الرئيسي الذي يمتد من المدينة الجديدة «ذراع الريش» إلى بلدية برحال، ويمر عبر مدينة عنابة، ليخلص الوزير إلى أن كافة المشاريع الأخرى المتعلقة بانجاز المحولات والمنشآت الفنية بالمدخل الجنوبي لمدينة عنابة ستعمل على حل مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منه هذه المدينة.