إدماج المصابين بفيروس السيدا في المجتمع واعتبارهم أشخاصا عاديين هو ما دعا إليه منظمو اليوم الدراسي والإعلامي حول هذا الفيروس في المدرسة العليا للسياحة بفندق الأوراسي مؤخرا، حيث أكد مسؤولو الجمعيات الحاضرة كجمعية "إيدز الجزائر" صاحبة المبادرة وجمعية "الحياة" على ضرورة الحذر من الاصابة بهذا المرض الفتاك من خلال شرح الاسباب والدوافع المؤدية إلى ذلك وكيفية الوقاية منها. وقد تطرق المنظمون من خلال هذا اليوم الإعلامي وبعد فتح باب النقاش إلى الدور الذي يقومون به من أجل التكفل التام بهؤلاء المصابين والرعاية التي من الواجب أن يحصلوا عليها حتى لا يشعرون بأنهم مهمشين في المجتمع، وإعطائهم كل الحقوق اللازمة التي يتمتع بها كل مواطن جزائري باعتبارهم أشخاصا عاديين ولا يجب تهميشهم، كما قال البروفيسور مهدي رئيس اللجنة التنسيقية للوقاية من مرض السيدا. "الحق في الحياة، الحق في الزواج والحق في العمل" هو ما دعت إليه رئيسة جمعية الحياة للأشخاص الحاملين لفيروس السيدا السيدة نوال لحول التي أكدت لنا أنها تستقبل يوميا عدة أشخاص مصابين يبحثون عن الآذان الصاغية وعن التكفل الاجتماعي والرعاية، السيدة لحول قالت إن جمعيتها حاولت مرارا إدماج هذا المرض في الضمان الاجتماعي، ولهذا الغرض فقد راسلت وزارة الصحة ثلاث مرات، لكن دون جدوى، وتبقى المهمة الاساسية لهذه الجمعية هي المساعدة، فحسب المتحدثة "لدينا 200 منخرط في جمعيتنا من المصابين بهذا المرض، ونحن نحاول أن نحارب كل أنواع التهميش و"الحقرة" التي يعاني منها معظم هؤلاء، فهم مرضى وعلينا أن نرعاهم وليس أن نهمشهم" مصرة على ضرورة تعريف المواطن وخاصة عائلات المصابين بهذا الفيروس، وفي هذا الصدد تروي لنا قصة شاب مصاب بالفيروس قام والده بطرده من البيت وتقول: "تقدم شاب إلى جمعيتنا واشتكى من تصرف والده اتجاهه، إذ طرده من البيت العائلي بعد علمه بالإصابة، لقد حاولت التحدث له مرارا لكنه لم يرد أن يعدل عن قراره لهذا تكلمت مع شقيق الشاب إلا أنه أكد لي بأن والده إنسان متدين، لهذا رفض أي حديث في الموضوع، وصراحة لم أجد ما أقول لأنه لا علاقة للدين بمرض هذا الشاب"
العمل حق مشروع للمصابين بالسيدا
وفي السياق فإن جمعية الحياة حسب رئيسها تعمل على تكوين أئمة ومرشدات دينيات حول فيروس السيدا وكيفية الوقاية منه، إلى جانب توعية الناس بضرورة التكفل بالمصابين، حيث أن للإمام دور فعال في المجتمع، "لقد أجرينا دورات تكوينية لأئمة ومرشدات دينيات، حتى يقوموا من جهتهم بعملية توعية الناس في المساجد، فهناك أئمة خطباء أجروا هذا التكوين وقد أعجبوا كثيرا بهذه الفكرة. وهم يمارسون مهامهم وهذا ما يساعد أكثر على إعادة إدماج هؤلاء المرضى في المجتمع" تضيف السيدة لحول التي ترى أن المصاب بفيروس الإيدز بإمكانه الزواج مع مصابة بنفس الفيروس مع شرط الوضوح منذ البداية. وتعمل جمعية الحياة على تكوين المنخرطين بها في شتى المجالات وتقول رئيستها: نحن نقوم في جمعيتنا بتكوينهم في الطرز، الخياطة، الرسم على الحرير وكذلك الإعلام الآلي، ونقدم لهم شهادات تأهيلية لتسمح لهم بدخول عالم الشغل" وحول هذه النقطة أي الشغل، كان هناك حديث هام، حيث اعتبر منظمو اللقاء أنه لا يحق لأي كان أن يقوم بطرد من هو مصاب بالفيروس من عمله: "لقد كانت هناك حالات مثل هذه، فهناك البعض من أصحاب المؤسسات الذين قاموا بطرد العمال، بمجرد علمهم بإصابتهم بالفيروس رغم أنه لا يحق لهم فعل ذلك" كما تشير رئيسة جمعية "الحياة" ومن أجل تحسيس مختلف المؤسسات، تقوم جمعية "إيدز الجزائر" بتخصيص أيام إعلامية مماثلة، مثلما أكد عليه السيد زدام رئيس هذه الجمعية قائلا: "هذه المبادرة في الوسط الطلابي ليست الأولى، فقد سبق وأن خصصنا أياما تحسيسية في الجامعة كون أن الشباب يعد الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، لهذا نعتبر أن الطالب الجامعي بإمكانه أن يلعب دورا هاما في المستقبل، لتوعية المحيط والفئات الاجتماعية، فهو يعتبر أداة لتوصيل المعلومات" مشيرا إلى تنظيم يوم إعلامي مع الشرطة في القبة وباش جراح، ليتواصل العمل مع الحماية المدنية يوم 21 ديسمبر الجاري ويوم 22 ديسمبر مع الطلبة القضاة.