أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس (الجمعة)، أن روسياوتركيا ستبذلان جهودا مشتركة لإنجاح التسوية السياسية في سوريا. وقال لافروف، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، "بحثنا القضايا الدولية وأولينا الاهتمام الرئيسي لسوريا، كما بحثنا سير الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار صيغة أستانا على أعلى المستويات، وعلى مستوى الخبراء". وسجل رئيس الدبلوماسية الروسية عدم وجود خلافات بين موسكو وأنقرة على قائمة المعارضة السورية في اللجنة الدستورية، وقال إن "تركيا هي من نسقت هذا العمل، ولذلك ليس لدينا أي تحفظات حول القائمة التي قدمت من قبل المعارضة إلى ستيفان دي ميستورا". وقال لافروف، إن موعد اجتماع قادة روسيا وإيران وتركيا المزمع عقده في طهران حول الوضع في سوريا، قد تم تحديده وسيتم الإعلان عنه قريبا جدا". من جهة أخرى جدد الوزير الروسي تأكيده على ضرورة تجنيب المدنيين الخطر لدى تطهير إدلب من الإرهابيين، وضرورة فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة، مضيفا "بالطبع يجب فعل كل شيء ليتحقق هذا الفصل ولكي تقل أي مخاطر على المدنيين". وحذّر وزير الخارجية الروسي من "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) التي تهدف إلى السيطرة على المنطقة، مؤكدا أنه سيعمل على تجنيب المدنيين أي مخاطر عند بدء العمل المرتبط بتطهير إدلب من الإرهابيين. من جانبه حذّر وزير الخارجية التركي من أن الحل العسكري في إدلب السورية سيؤدي إلى كارثة إنسانية بها، داعيا إلى "الفصل بين المدنيين والمعارضة والإرهابيين الذين يشكلون تهديدا لسورياوتركيا والدول الأوروبية". وشدد أغلو، على أن حماية "مناطق خفض التوتر في إدلب مهمة من الناحية الإنسانية وعلى صعيد مواجهة الإرهاب". كما أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، لبحث التحديات الراهنة في سوريا والقلق الأمريكي البالغ المتعلق بالنشاط العسكري المحتمل في إدلب، حسبما ذكرت الخارجية الأمريكية. وحسب بيان المتحدثة باسم الوزارة هيذر نوير، طلب بومبيو من لافروف دعم جهود منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وكذلك جهود "تحميل النظام السوري مسؤولية استخدام أسلحة كيماوية". وبينما يستعد الجيش السوري لخوض معركة محتملة بخر أكبر معاقل المتمردين في سوريا، حذّرت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا يوم الثلاثاء الماضي، الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية وقالت "مازلنا مصممين على الرد إذا استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيماوية مجددا". وأدانت الخارجية الروسية يوم الأربعاء، البيان الثلاثي واعتبرته جزءا من "حملة تهديدات ونفاق ومعلومات مضللة لجأت إليها تلك القوى ضد الجمهورية العربية السورية في إطار دعمها للجماعات الإرهابية من الخارج". وشنت الدول الغربية الثلاث هجوما صاروخيا على مواقع للجيش السوري في أفريل الماضي زاعمة أنها استهدفت منشأة استخدمت في تصنيع أسلحة كيماوية في سوريا. لكن الحكومة السورية نفت مرارا المزاعم وقالت إن القوى الغربية تختلق مبررات لضرب سوريا، وأن تلك التصريحات قد تشجع المتمردين على شن هجوم من ذلك النوع لتشويه سمعة الجيش السوري.