دعت ألمانيا الأطراف المتنازعة في طرابلس إلى الالتزام بشكل شامل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية الممثل الخاص للأمين العام، غسان سلامة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في بيان صدر أمس، "بعد الاشتباكات التي وقعت في طرابلس في الأيام الماضية، والتي أدت إلى مقتل وإصابة الكثيرين، من بينهم أطفال، فإن الأمر الفاصل الآن هو الالتزام بالاتفاق فوراً وبشكل شامل". وأضاف أن استجابة ممثلي الأطراف المتنازعة لنداء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة لإجراء محادثات، والتوصل إلى اتفاق بنجاح على وقف لإطلاق النار في ظل وساطته، كانتا "إشارة مهمة". وأكد المتحدث أنه "يجب إسكات صوت السلاح والحيلولة دون حدوث أي تصعيد مجددا، وأن تُوضع حماية المدنيين على رأس أولويات جميع الأطراف الفاعلة، وهي مدعوة للسعي من أجل تحقيق استقرار دائم وتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية حرصا على صالح الناس في ليبيا وصالح البلد بأكمله، حيث أنه لا يمكن التوصل إلى حلٍ قابل للتطبيق فيما يتعلق بالنزاعات داخل ليبيا إلا في إطار عملية سياسية تحت رعاية الأممالمتحدة". وأشار إلى أن ألمانيا ستبقى على استعداد لدعم ليبيا على هذا المسار، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وشركائه. من جهتها، دعت جامعة الدول العربية الأطراف المتنازعة في طرابلس إلى ضرورة الامتثال لترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار. وشددت في بيان لها أمس، على ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية وإعادة فتح مطار معيتيقة والامتناع عن أية إجراءات أو تحركات من شأنها أن تسفر عن تجدد الاشتباكات المسلحة. ورحبت الجامعة العربية بالجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى ليبيا والتي أفضت إلى التوصل مساء الثلاثاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجماعات المسلحة المتناحرة في العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها. كما أكدت إيطاليا دعمها للشعب والمؤسسات الليبية في مواجهة الاشتباكات المسلحة التي تشهدها العاصمة طرابلس وسقط خلالها قتلى وجرحى. وأكد السيد إينزو موافيرو ميلانيزي وزير الخارجية الإيطالي، مساء أول أمس، الثلاثاء خلال اتصال هاتفي مع السيد فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا التزام بلاده المستمر بتشجيع المجتمع الدولي على إجراء فعّال وحازم لصالح الحوار للتغلب على الأزمة الحالية واستئناف المسيرة الرامية إلى وضع أمن واستقرار ليبيا على أسس أكثر صلابة. من ناحية أخرى، ذكر بيان لوزارة الخارجية الإيطالية أن المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي تعتزم إيطاليا استضافته في الخريف، سيمثل الملف الأمني فيه قضية أولوية، باعتباره شرطا مسبقا لإجراء الانتخابات التي تعد الهدف المفصلي لخطة الأممالمتحدة، كما سيتناول المؤتمر قضايا المصالحة الوطنية واحترام حقوق الإنسان. وشددت الوزارة على أن تنفيذ خطة عمل الأممالمتحدة يوفر فرصة مهمة لتحقيق استقرار حقيقي ودائم في ليبيا. وكانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، أعلنت، في بيان نشر على حسابها الرسمي على موقع (تويتر)، أنه "تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، برعاية الممثل الخاص للأمين العام غسان سلامة"، مشيرة إلى أن الاتفاق يهدف إلى "إنهاء جميع الأعمال العدائية وحماية المدنيين وصون الممتلكات العامة والخاصة، وإعادة فتح مطار المعيتيقة الدولي بطرابلس".