أقدم سكان قرية آث عطلي ببلدية الأربعاء ناث إيراثن الواقعة على بعد 30 كلم عن ولاية تيزي وزو، على إغلاق مفرغة البلدية؛ احتجاجا على التدهور الذي آلت إليه، ونتائجها الوخيمة على صحة وسلامة المواطنين، فأمام زحف النفايات على حساب المساحات الخضراء لم يعد تحمّل هذا الوضع ممكنا، ما كان وراء قرار إغلاقها ومنع الشاحنات من تحويل الأطنان من النفايات إليها. قام سكان القرية خلال الساعات الأولى من صبيحة أول أمس، بالتجمع أمام المفرغة، والاستعانة بأحجار وأغصان الأشجار لإغلاق الممر المؤدي إليها، بغية منع مرور شاحنات جمع النفايات وتفادي أيّ عملية تفريغ للقمامة بهذا المكان، الذي تحوّل مع مرور السنين إلى بقعة سوداء تجتمع فيها الكلاب الضالة والقطط إضافة إلى تسرب مياه تفوح منها روائح كريهة. وقال أحد السكان إن قرية آث عطلي تعاني من مشكلة هذه المفرغة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، حيث اتّخذت قطعة أرض مكانا للتخلّص من النفايات، لكن مع كبر التجمعات السكنية ازداد حجم النفايات التي أخذت تزحف على حساب المساحات الخضراء، ما أفقد السكان الكثير من المزارع والحقول والمنابع الطبيعية التي لم تعد مياهها صالحة للشرب بعدما طالتها الأوساخ، إضافة إلى أن توسع المفرغة قاد البعض إلى إضرام النيران فيها؛ في مسعى لتقليص حجم النفايات، غير أن تكدسها وانبثاق الروائح الكريهة منها تسبّب في انتشار أمراض ومشاكل صحية خاصة التنفسية منها، إلى جانب تدهور البيئة. وأمام هذه الوضعية لم يعد السكان قادرين على التحمّل أكثر، لاسيما أن مشكلة النفايات هذه ليست وليدة اليوم، ليقرّروا إغلاق المفرغة، في حين أكدت مصالح بلدية الأربعاء ناث إيراثن، السعي من أجل إيجاد حل نهائي لهذه المفرغة، التي علقت آمالا كبيرة على مركز الردم التقني للنفايات ما بين البلديات، المبرمج على مستوى بلدية آيت يحي، لينهي معاناة هذه المنطقة وبلديات أخرى، من مشكلة النفايات.