تفقد عبد القادر زوخ والي الجزائر العاصمة، أمس، أشغال ترميم حي القصبة ووقف على عدد من الورشات الواقعة بقلعة الجزائر، وهي الزيارة الثانية له هذه السنة بعد التي قام بها في جانفي الماضي، بعد أن تم تحويل ملف ترميم القصبة من وزارة الثقافة إلى ولاية الجزائر مطلع 2017، حيث أعرب بالمناسبة عن ارتياحه لنجاح انطلاق مشاريع الترميم هذه، وكشف عن عملية إعادة إسكان 400 عائلة إلى سكنات لائقة لاحقا. وأعلن السيد زوخ في تصريح للصحافة، بعد نهاية جولته التفقدية ب«دار القاضي"، أن أشغال ترميم القصبة العتيقة "انطلقت بقوة بكفاءات وخبرات جزائرية محضة"، حيث ستستفيد حسبه من غلاف مالي إضافي يقتطع من ميزانية الولاية لسنة 2019، بعد أن خصصت لها ميزانية أولى قدرت ب2400 مليار سنتيم، ثم حظيت بدعم آخر ضمن البرنامج الإستعجالي بلغت قيمته 200 مليار سنتيم. وذكر المتحدث أنه من أجل استكمال العملية، تم تسخير 14 مكتب دراسات و17 مقاولا جزائريا، مشيرا إلى أن العملية تجري بمرافقة من المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وذلك لكون الموقع مصنف ضمن التراث العالمي الواجب الحفاظ عليه. إعادة إسكان 400 عائلة قريبا وبخصوص موضوع إعادة إسكان مواطني القصبة، ذكر الوالي بإعادة إسكان 500 عائلة مؤخرا، مشيرا إلى أن الولاية بصدد دراسة ملفات 400 عائلة أخرى سيتم ترحيلها إلى سكنات لائقة. غير أن الوالي يرى أن هنالك أولويات في هذا الطرح خاصة لما وقف على الحالة المزرية لبعض العائلات القاطنة ببعض المواقع بالقصبة، حيث قال في هذا الصدد "اليوم وقفت على حالات مستعجلة بسبب الوضعية المزرية للبنايات ولذلك سنوليها الأهمية اللازمة". ولتفادي احتلال البنايات بالقصبة بعد ترحيل قاطنيها من طرف أشخاص آخرين، أكد الوالي بأنه سيتم "بناء جدران على أبواب هذه البنايات وغلقها بصفة نهائية" إلى أن يتم ترميمها بصفة تدريجية. العمارات الهشة مسؤولية ساكنيها.. وفي سؤال عن وضع العمارات الآيلة للسقوط على مستوى العاصمة، أفاد الوالي أنه سيشرع الأسبوع المقبل مجددا في زيارة ميدانية للعاصمة للوقوف على وضع هذه العمارات القديمة، مشيرا إلى أن مصالحه خصصت 7000 مليار سنتيم لترميمها. ولم يتوان السيد زوخ في تحميل المواطن مسؤولية تردي أوضاع عماراتهم، حيث قال في هذا الخصوص إن " المواطن المالك للمسكن في العمارة البالية يجب أن يكون مبادرا بتنظيف وترميم بيته ولا ينتظر الدولة فقط"، مبرزا وقوف الدولة على هذه المهمة رغم تقاعس المواطن. تحويل قصر الداي إلى متحف للفنون وتاريخ الجزائر وقد وقف السيد عبد القادر زوخ خلال الزيارة التفقدية على سير عملية ترميم بنايات القصبة واستقى شروحا حول إعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي. كما تميزت الجولة بزيارة أهم المعالم الثقافية والتاريخية، قبل التوجه إلى قصر الداي، حيث تمت معاينة الأشغال الجارية بهذا المعلم التاريخي، المرتقب استلامه شهر ماي 2021، حسب البطاقة التقنية للمشروع. بعدها انتقل الوالي إلى مسجد الداي الذي يعتبر هو الآخر، معلما أثريا عرف تطورا ملحوظا في ترميمه، وحسب مصادر مستقاة من الموقع، فإن هذا المسجد سيكون جاهزا للتسليم قبل نهاية السنة الجارية، بعد أن بلغت نسبة الأشغال فيه 80 بالمائة. وحسب المصادر نفسها، فإن مسجد الداي سيكون مركز إشعاع لأصحاب المواهب في المديح الديني.. أما أسفل المسجد، فسيتم فتح مطعم فيه لعابري السبيل خلال شهر رمضان. وحث الوالي المقاولين بورشات العمل بالقصبة على استعمال نفس المواد والخشب التي بنيت بها هذه المعالم في الأصل لكي يتم ترميمها بصفة "صحيحة وكلية". وأكد أن الأشغال المتعلقة بقنوات صرف المياه الرئيسية بالقصبة العتيقة التي كانت تشكل عائقا كبيرا هي "على وشك الانتهاء"، مضيفا أن مديرية الموارد المائية لولاية الجزائر أخذت على عاتقها التكفل بهذه القنوات بصفة كلية. كما اطلع الوالي خلال جولته بأحياء القصبة على المشروع المتعلق بإعادة تهيئة 336 بابا من أبواب القصبة و10 ينابيع المتواجدة عبر المسلك السياحي الممتد بين نهج النصر وساحة عبد الحميد ابن باديس بالقصبة، حيث حث القائمين على هذا المشروع على ضرورة الاسراع فيه لكي تستعيد القصبة رونقها.