نفى والي العاصمة عبد القادر زوخ ما تداوله بعض الأوساط حول إفراغ حي القصبة من سكانه، مؤكدا ان الهدف الرئيسي هو ترميم وتهيئة هذا المعلم التاريخي الذي يعود تاريخ انشائه للعهد العثماني، ودعا زوخ العائلات القاطنة بالحي للمشاركة في التهيئة وإعادة الاعتبار للبنايات التاريخية والمحافظة عليها حسب طابعها الاصيل. أكد والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ ،على هامش زيارته التفقدية أجراها أول أمس الخميس، لورشات ترميم البنايات التاريخية بالقصبة بمناسبة احتفاء بيوم هذا الحي العتيد، أن مصالح الولاية باشرت في مشروع ترميم وتهيئة مباني القصبة بعدما تم تحويل الملف من وزارة الثقافة إلى الولاية، حيث تم تكليف 56 مكتب دراسات جزائري وأجنبي بهدف إعادة ترميمها في انتظار اختيار المقاولين الأكفاء الذين لهم خبرة ميدانية ، مشيرا أنه تم تخصيص ما يربو عن 2400 مليار سنتيم لترميمها. وقال زوخ أن مصالحه تشجع العائلات المتمسكة بمنازلها القديمة على المشاركة في عملية الترميم و التهيئة من أجل الحفاظ على القصبة العتيقة وأنه لا يمكن أن تبقى لهذه المدينة »روح« لو أفرغت من ساكنتها المحلية، وتحصي القصبة 1861 بناية بينها 93 بناية تاريخية مهددة بالانهيار مصنفة ضمن قائمة الخانة الحمراء، و قد تم منذ انطلاق عملية الترميم عام 2014 ترميم 717 بناية في إطار المخطط الدائم لحماية القصبة. وشدد الوالي في ردّه على أسئلة الجمعيات الناشطة في محيط القصبة على صرامة الولاية في مراقبة المستفيدين من السكنات في إطار عمليات الترحيل وأن نظام الرقمنة لن يسمح بالتلاعب في السكنات الممنوحة وثمة 53 عائلة رحلت من محيط قلعة الجزائر و التزمت بسكناتها الجديدة. وأوضح الوالي أن المشكل العويص الذي تواجهه عملية الترميم القصبة يتمثل في قنوات صرف المياه المستعملة و مياه الأمطار، حيث ذكر في هذا الشأن المكلف بالدراسات والتلخيص لولاية الجزائر السعيد قلال فإن الأمر يتعلق بثلاثة قنوات كبرى لصرف المياه المستعملة. من جهته أشار مدير الري والموارد المائية لولاية الجزائر بوكرشة كمال إلى أن هذه القنوات المصنوعة من الحجر تعود للعهد العثماني وستتم في مارس المقبل الأشغال الأولية والمتمثلة في إعادة تهيئة هذه القنوات وذلك بنزع الحجارة و رفع المياه القذرة قبل ترميمها من الداخل دون إجراء عملية الحفر. وذكر انه يتم حاليا ترميم وإعادة تأهيل ثمانية بنايات عتيدة على رأسها قصر الداي وقصر حسان باشا و الجامع البراني وعدد من بنايات أخرى كان معقلا للثوار أثناء الحقبة الاستعمارية من أصل 212 بناية المنصوص عليها في مخطط التدخل المتعلق بالقصبة.