أبدى سكان حي 1600 مسكن ببلدية الخروب في قسنطينة، تخوّفهم من انتشار أمراض خطيرة وعلى رأسها "الكوليرا"، في ظل "غرق" عدد من العمارات المحاذية للمركب الرياضي في مياه الصرف، الناتجة عن انسداد القنوات وتسرب هذه المياه حتى وصلت إلى الطريق الرئيسي، وما صاحبها من انبعاث للروائح الكريهة وخوف الأولياء على أولادهم المتوجهين إلى المؤسسات التربوية عبر هذه الطرق. أدى انسداد قنوات الصرف الصحي داخل أحد العمارات، وبالتحديد العمارة رقم 244، بحي 1600 مسكن في الخروب، إلى خروج مياه الصرف من داخل شقة تقع في الطابق الأرضي، مما تسبب في إتلاف الأثاث المنزلي، لتجد هذه المياه طريقها إلى الخارج نحو قبو العمارة، فمحيطها، حيث تتواجد ثلاث عمارات أخرى، ثم إلى الطريق الرئيسي. أكّد السكان أنهم اتصلوا منذ بداية خروج المياه من البالوعة المسدودة، بالجهات المسؤولة، للتحرك في أسرع وقت، في ظل تخوفهم من هاجس داء الكوليرا الذي ظهر مؤخرا، ومن أمراض أخرى متنقلة عن طريق المياه. مشيرين إلى أن كل مساعيهم باءت بالفشل، ولم يتحرك أي مسؤول إلا بعد ثلاثة أيام من حدوث التسرب. من جهته، زار رئيس دائرة الخروب، مرفوقا بالأمين العام للبلدية، عشية أول أمس، المكان وأمر الفرق المختصة التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، بالتدخّل السريع عن طريق الاستعانة بمضخات لضخ المياه الملوثة من داخل الشقة التي عرفت انسداد البالوعة وتنظيف المكان. كما أعطى، نهار أمس، تعليمات لفرق مكتب الصحة البلدية بإجراء تحاليل لمياه الحنفيات بالعمارات المحاذية لمكان التسرب، للتأكّد من عدم اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف. أكد رئيس دائرة قسنطينة السيد صادق صبيحي، أن مشكل البالوعات أو تسرب مياه الصرف إلى الفراغات الصحية داخل الشقق السكنية الأرضية، مشكل وطني، بعدما تم خلال فترة السبعينات، إنجاز عمارات فوق شبكات الصرف، وبمجرد انسداد أحد قنوات الصرف، تتسرب المياه المستعملة إلى داخل الشقق الأرضية، مضيفا أنّ دائرة الخروب بصدد اتخاذ إجراءات لحل هذا المشكل. قال رئيس دائرة الخروب، أن مصالحه تنسق مع الولاية، بعدما تمت مراسلة الوالي في هذا الشأن، مضيفا أنّ هناك عملية نموذجية سيتم الانطلاق فيها، من أجل إخراج مصبات مياه الصرف من الفراغات الصحية تحت العمارات وربطها بشبكات صرف خارجية، لتفادي مثل هذه المشاكل مستقبلا. أكد السيد صبيحي، أن العملية ستعمم في حالة أثبتت نجاحها، على مختلف أحياء دائرة الخروب، وربما ستعمم بتعليمات من الوالي، حتى على كل أحياء ولاية قسنطينة التي تعاني من هذا المشكل، لوجود مصبات مياه الصرف داخل أقبية العمارات.