نظمت جمعية "تعيش ما ترميش" المختصة في المجال البيئي ببلدية بوروبة، مؤخرا، لقاء تنسيقيا مع جمعيات مختصة ومجموعات تطوعية لمناقشة سبل إيجاد حلول بيئية، حيث "سعت الجمعية إلى تنظيم هذه المبادرة من أجل رفع الوعي البيئي لدى المواطنين، بعد الانتشار الكبير للأوساخ التي باتت تهدد حياة الفرد بالأمراض التي تخلفها"، حسب تأكيد أصحاب الفكرة. أوضح رئيس جمعية "تعيش ما ترميش" سالم محمد، الملقب ب«سيفوف"، أن "هذه المبادرة كانت فرصة للقاء المختصين في المجال البيئي، من أجل الحديث عن موضوع جد مهم ويخص كل إنسان مهما كانت ثقافته"، موضحا أنه "تم التطرق إلى موضوع حماية البيئة من التهديدات التي تحدق بها يوميا، من تلوث وتغير في المناخ وانقراض بعض الكائنات الحية فيها". أبدى المتحدث ارتياحه فيما يخص انضمام العديد من الشباب إلى هذا النوع من المبادرات، على شكل مجموعات تطوعية تعمل من أجل حماية البيئة، وهو ما يترجم حسبه "ارتفاع الوعي البيئي وسط الشباب، وهو مؤشر جيد يتطلب تعميمه على باقي الفئات الناشطة في المجتمع". أوضح المتحدث وصاحب مشروع "تعيش ما ترميش"، أن هذا العمل انطلق قبل سنتين، وكانت الفرق العاملة من خلاله تابعة لمجموعات تطوعية، على غرار "بيناتنا نديرو الخير"، التي يسعى الشباب إلى جعلها جمعية وطنية تحت اسم جمعية "رسالة خير". في هذا الشأن، تم تخصيص صفحة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي، نظرا للتأثير الكبير الذي تشهده على الشباب، إذ يركز عليها نشطاء الجمعية في إطلاق حملاتهم حتى تصل الرسالة إلى أكبر قدر ممكن من المواطنين، وإلى كل راغب في الانضمام إليها. أكد محدث "المساء"، أنه شارك في هذا اليوم التنسيقي بين الجمعيات والمجموعات التطوعية، 28 منظمة محلية من أصل 40 عاملة في المجال التطوعي، الخيري وكذا البيئي، بحضور ما يزيد عن 50 عضوا، منها 11 دائرة من أصل 13 بالعاصمة، و«تم خلال اليوم، البحث عن حلول بيئية فعالة لحماية المحيط الذي نعيش فيه"، كما أطلق المشاركون نداء لباقي شرائح المجتمع المدني الناشط في المجال البيئي، للعمل جنبا إلى جنب مع هذه الجمعيات، من أجل تأثير فعال على المجتمع. يقول صاحب المشروع بأن "تعيش ما ترميش"، ستطلق بعد هذا اللقاء التنسيقي قافلة وطنية تحت شعار "دزاير نقية"، تنطلق من العاصمة لتمس باقي ولايات الوطن، بعد نجاح "نموذج العاصمة"، وستكون البداية مع انطلاق شهر أكتوبر المقبل، كل أسبوع تختار كل بلدية نقطة معينة من بلديتها لتكون عبارة عن موقع نموذجي. بداية تكون العملية بانطلاق حملة تحسيسية في ابتدائية معينة، ثم تنطلق بعدها عملية التنظيف. مشيرا إلى أن المنخرطين في هذه المبادرة يباشرون، الأسبوع الأول، بشكل عام في التحسيس والترويج للقافلة من أجل إحداث ضجة، ليلتفت حولها المواطنون من أجل المشاركة في تلك الحملات، وهو ما يجعل الكثيرين يرغبون في الانضمام إلى ذلك. يقول سالم محمد "تتواصل في الأسابيع الباقية من الشهر حملات النظافة وتزيين الأحياء، ولا حدود في ذلك، فكل راغب في توسيع العملية مرحب به، وكلما زاد عدد المتطوعين كلما حققت العملية نجاحا أكبر وأوسع، وسيتم التركيز على تلك النقاط النموذجية بشكل كبير حتى تكون حافزا للسكان المجاورين، للعمل سويا من أجل تحقيق نفس النتيجة مع باقي الأحياء"، مؤكدا أن المبادرة تهدف إلى تعميم ما أسماه ب«عدوى حماية المحيط الذي نعيش فيه". مضيفا أنه بعد عملية التحسيس والتنظيف، سيتم اختيار أحسن نقطة نموذجية ومكافأة أولاد حيها أو المشاركين في تنظيفها، لتشجيعهم على المثابرة في إبقائها على حالها وتعميم الأمر على باقي الأحياء الأخرى، بعدها تتواصل العملية في شهر فيفري، وفقا لبرنامج الشباب المتطوعين الذين لديهم ارتباطات أخرى دراسية، ومهنية وكذا عائلية. بالموازاة مع ذلك، تم تخصيص لجنة التحسيس والتوعية، يقول المتحدث، لتواصل عمل الجمعية المتعلق بالتحسيس والتوعية بين شهري أكتوبر وفيفري، عبر مختلف وسائل الإعلام، لإبقاء القافلة حية.